فقد زيدت «تكون» بلفظ المضارع بين شيئين متلازمين هما : المبتدأ «أنت» والخبر «ماجد». وهذا شاذ.
كان وأخواتها
تعريفها : «كان» وأخواتها من الأفعال الناقصة ، التي تدخل على المبتدأ والخبر ، فترفع الأول على أنه اسمها ، وتنصب الثاني على أنه خبرها ، مثل : «كان الطفل نائما».
شروط عملها : أخوات «كان» كلها تعمل عمل «كان» ، منها ما يعمله مطلقا ، ومنها ما يعمله بشروط.
١ ـ ما يعمل عمل «كان» مطلقا ثمانية عوامل هي : «كان» ، «أمسى» ، «أصبح» ، «أضحى» ، «ظلّ» ، «بات» ، «صار» ، «ليس» ، من ذلك قوله تعالى : (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى)(١).
٢ ـ ما يعمل عمل «كان» بشرط أن يتقدّمه نفي ، كقوله تعالى : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(٢) حيث تقدم حرف النفي «ما» على «يزالون». أو نهي ، كقول الشاعر :
صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو |
|
ت فنسيانه ضلال مبين |
حيث تقدمت أداة النّهي «لا» على الفعل «تزل» فعمل عمل «كان». أو دعاء ، مثل قوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا)(٣). حيث أتى الفعل «تفتؤ» : مضارع «ما فتىء» وعمل عمل «كان» لأنه تقدّمه دعاء «تالله». أو نفي مقدّر ، كقول الشاعر :
فقلت : يمين الله أبرح قاعدا |
|
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي |
والتقدير : لا أبرح. ومن تقدم الدّعاء ، قول الشاعر :
ألا يا اسلمي يا دارميّ على البلى |
|
ولا زال منهلّا بجرعائك القطر |
حيث عملت «ما زال» عمل «كان» لأنه تقدمها «لا» الدّعائيّة. والدّعاء شبيه بالنّفي. «القطر» : اسم «ما زال». «منهلّا» خبر «ما زال» منصوب.
وهنا تقدم الخبر على الاسم. ومثل قوله تعالى : (لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ)(٤).
وهذه العوامل هي : «ما زال» ، «ما فتىء» ، «ما انفكّ» ، «ما برح».
٣ ـ ما يعمل عمل «كان» بشرط تقدم «ما» المصدريّة الظرفيّة وهو «دام» ، كقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(٥) أي : مدّة دوامي حيّا. فقد عملت «ما دام» عمل «كان» لأنه تقدمتها «ما» المصدريّة الظّرفيّة التي تدلّ على مدّة معيّنة. يصح أن ينسبك منها ومن الفعل «دام» المصدر «دوام». أمّا إذا سبقتها «ما» النّافية فتكون «دام» تامّة ، مثل ما دام شيء ، أي : ما بقي شيء.
أقسامها : تقسم هذه الأفعال من حيث تصرّفها إلى ثلاثة أقسام :
١ ـ قسم لا يتصرف أبدا فيبقى بصورة الماضي ، وهو : «ليس» ، و «دام».
٢ ـ قسم يتصرّف تصرّفا ناقصا ، أي : يؤخذ منه مضارع واسم فاعل فقط ولا يؤخذ منه أمر ، ولا مصدر ، وهو : «زال» وأخواتها ، أي : التي تعمل بشرط أن يتقدمها نفي ، أو نهي ، أو دعاء ، وهي :
__________________
(١) من الآية ١٧٧ من سورة هود.
(٢) من الآية ١١٨ من سورة هود.
(٣) من الآية ٨٥ من سورة يوسف.
(٤) من الآية ٩١ من سورة طه.
(٥) من الآية ٣١ من سورة مريم.