ومن أمثلة المفعول به الجملة قول الشاعر :
يقولون : «طال اللّيل» ، والليل لم يطل |
|
ولكن من يشكو من الهمّ يسهر |
«طال الليل» مفعول به للفعل «يقولون» منصوب بالفتحة المقدّرة للحكاية. وهي جملة فعلية. وقد تكون اسميّة. وقد اجتمعتا في قول الشاعر :
قالوا : نراك بلا سقم فقلت لهم : |
|
السّقم في القلب ليس السّقم في البدن |
«السّقم في القلب» : جملة اسميّة مؤلفة من المبتدأ «السّقم» وخبره شبه الجملة «في القلب» هي مفعول به منصوب بالفتحة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها الحكاية.
وكقوله تعالى : (قُلْ : مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى)(١).
ثالثا : وفي الاصطلاح أيضا : قال : بمعنى ظنّ. مثل : «أتقول : نجح التلميذ» أي : أتظنّ.
القول بمعنى الظّنّ
اصطلاحا : قال : ظنّ ، أي : من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما مفعولين به مثل : «أتقول الكتاب نفيسا إن تمّ إعداده».
«الكتاب» : مفعول به أوّل منصوب ، «نفيسا» : مفعول به ثان منصوب الفعل «أتقول» بمعنى «أتظن».
شروطه : يشترط لإجراء القول مجرى الظن معنى وعملا الشروط التالية :
١ ـ أن يكون «القول» فعلا مضارعا.
٢ ـ أن يكون للمخاطب بكل فروعه المختلفة.
٣ ـ أن يكون مسبوقا باستفهام سواء أكانت أداة الاستفهام اسما أم حرفا.
٤ ـ ألّا يفصل بين القول والاستفهام فاصل ، مثل : «أتقول المسافر قادما غدا» ولكن يجوز أن يفصل بينهما الظّرف ، كقول الشاعر :
أبعد بعد تقول الدّار جامعة |
|
شملي بهم ، أم تقول البعد محتوما |
حيث فصل بين همزة الاستفهام و «تقول» الظرف «بعد».
والجار والمجرور ، مثل : «أفي الجامعة تقول النظام مفقودا» حيث فصل الجار والمجرور في الجامعة بين الهمزة و «تقول» التي بمعنى «تظن».
ومعمول مضارع القول ، مثل : أجادّا تقول السفر مفيدا. ويفصل بينهما أحد المفعولين ، كقول الشاعر :
أجهّالا تقول بني لؤيّ |
|
لعمر أبيك أم متجاهلينا |
«جهالا» : مفعول به للفعل «تقول».
ويجوز الفصل بمعمول معمول المضارع ، مثل : أللمحبّة تقول الدّرس نافعا. «للمحبة» : جار ومجرور متعلق بـ «نافعا».
ملاحظات :
١ ـ إذا استوفى القول الشروط الخمسة مجتمعة يكون كالظن معنى وعملا فينصب مفعولين. ويجوز مع استيفائه الشروط أن يكون بمعنى النّطق فينصب مفعولا به واحدا. فالأمران جائزان.
٢ ـ يرى بعض النّحاة أن القول المستوفي للشروط إذا نصب مفعولين كان بمعنى «الظن» حتما ، وتجري عليه أحكام الظّنّ كلّها. وإذا وقع
__________________
(١) من الآية ٧٧ من سورة النساء.