ما أجمل الهجرة بالأحرار |
|
إن ضنّت الأوطان بالقرار |
فقد عدّي فعل التعجب «أجمل» «بالباء» لأننا نقول «أجمل به» أو جملت الهجرة بالأحرار.
١٤ ـ قد يصاغ فعل التعجب مما يتعدّى الى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرا ، مثل : «منح» ، «أعطى» ، «كسا» ، أو أصلهما مبتدأ وخبر مثل : «ظنّ» وأخواتها. ولهذه الصياغة أربع حالات :
الحالة الأولى : أن يكتفي الفعل عند التّعجّب بفاعله الذي صار مفعولا به ، مثل : «ما أكسا الكريم» فكلمة «الكريم» كانت في الأصل فاعلا لفعل «كسا» على تقدير : «كسا الكريم الفقير ثوبا» وبعد التّعجّب صار الفاعل «الكريم» مفعولا به لفعل التّعجّب واقتصر عليه دون المفعول الثاني.
الحالة الثانية : أن يأتي بعد الفاعل أحد المفعولين ، فتقول : «ما أكسا الكريم للفقير» «الكريم» كانت فاعلا قبل التعجب فصارت مفعولا به بعده وأضيف بعدها أحد المفعولين مجرورا باللام فقلنا : «للفقير».
الحالة الثالثة : أن يأتي بعد المفعول الأول المجرور باللّام المفعول الثاني ، فتقول : «ما أكسا الكريم للفقير ثوبا».
الحالة الرابعة : اعتماد الكلمات الثلاث منصوبة بدون «لام» الجر ، بشرط عدم الوقوع في الالتباس ، فتقول : «ما أكسا الكريم الفقير ثوبا».
فيكون الاسم الأول المنصوب مفعولا به لفعل التّعجّب. «الكريم» مفعول به لفعل «كسا» والاسم الثاني المنصوب يكون مفعولا به لفعل محذوف تقديره : يكسو الفقير. فتقول : «ما أكسا الكريم يكسو الفقير» أو «يكسو الفقير ثوبا» ويقول بعض الكوفيين : الأسماء الثلاثة منصوبة على المفعول به لفعل «كسا» في هذا الاسلوب فقط.
ملاحظات :
١ ـ إذا بني فعل التعجب من فعل معتلّ العين وجب تصحيحها ، فتقول من طال : «ما أطول اللّيل» وأطول به.
٢ ـ إذا بني فعل التعجب من فعل مضعّف اللّام وجب فكّ الإدغام عند التعجّب ، مثل :
أعزز بنا وأكف إن دعينا |
|
يوما إلى نصرة من يلينا |
حيث فكّ الادغام في «أعزز» عند بناء صيغة التعجب «أفعل به».
٣ ـ «ما» التعجّبيّة هي نكرة تامّة ، جاز الابتداء بها لما تحمل من معنى التعجب مثل ما تعجب الشاعر في قوله :
عجب لتلك قضيّة وإقامتي |
|
فيكم على تلك القضيّة أعجب |
حيث أتت «عجب» : مبتدأ ، «لتلك» : جار ومجرور خبره «قضيّة» يجوز فيها النصب على التمييز أو النصب على الحال أو الرفع على أنها خبر لمبتدأ محذوف تقديره «هي» ، والجر على أنها بدل من تلك. «إقامتي» : مبتدأ ، «أعجب» : خبره.
والعجب من «ما» التعجبيّة الواقعة مبتدأ أنّها نكرة وتقع مبتدأ ، ومكتفية بنفسها فلا تحتاج الى صلة ، مثل : «ما» الموصولية ، ولا إلى نعت مثل : «ما» التي تكون صفة لموصوفه ، مثل : «أكرم طالبا ما». «ما» هي صفة لـ «طالبا» ومثل : «لأمر ما جدع قصير أنفه» «ما» صفة لـ «أمر».