ما كان أحوج ذا الجمال إلى |
|
عيب يوقّيه في العين |
حيث زيدت «كان» بلفظ الماضي بين «ما» التعجبيّة ، وفعل التعجب «أحوج». وقد تقع «كان» التّامّة بعد فعل التعجّب مسبوقة بـ «ما» المصدريّة ، مثل : «ما أجمل ما كان التعاون بين أفراد المجتمع» وتكون «ما» المصدريّة. «كان» فعل ماض تام. «التعاون» فاعل «كان». «بين» ظرف متعلق بـ «التعاون» وهو مضاف «أفراد» : مضاف إليه وهو مضاف. «المجتمع» : مضاف إليه ، وما المصدريّة مع ما دخلت عليه في محل نصب مفعول به لفعل التعجب «أجمل». وجملة التعجب في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو «ما» التعجبية ، والتقدير : ما أجمل وجود التعاون.
وتدلّ لفظة «كان» على تقيّد صيغة التعجب في الماضي ، فإن قصد الاستقبال تقيّد التعجب بلفظ «يكون». فتقييد التعجب بزمن جائز ، فتقيده بالماضي يكون بلفظ «كان» وبالحاضر بلفظ «يكون» أو «الآن» كقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا)(١) حيث تقيد التعجب بزمن المستقبل الذي يستفاد من عبارة : «يوم يأتوننا».
١٠ ـ يجوز حذف «الباء» الزائدة التي تدخل على فاعل «أفعل» وذلك إذا كان الاسم المجرور مصدرا مؤوّلا من «أن» المصدريّة وما دخلت عليه ، مثل : «أعظم أن يخوض غمار الحرب» والتقدير : أعظم بخوض غمار الحرب أو بأن تخوض ؛ أو إذا كان المصدر المؤول المجرور بالباء الزائدة المحذوفة يتكوّن من «أنّ» ومعموليها ، كقول الشاعر :
أهون عليّ إذا امتلأت من الكرى |
|
أنّي أبيت بليلة الملسوع |
والتقدير : أهون بأني أبيت ، أو ببياتي بليلة الملسوع.
١١ ـ قد يحتاج فعل التّعجّب إلى معمول مجرور بحرف جر معيّن مراعاة لمعناه الأصلي قبل التعجب ، فإذا كان هذا الفعل مما يدل على حبّ أو كره فحرف الجر المناسب هو «إلى» والمجرور بها يكون فاعلا في المعنى ، وما قبلها مفعولا في المعنى ، مثل : «ما أبغض العلم الى الجاهلين».
«ما» التعجبية مبتدأ. «أبغض» فعل ماض مبني على الفتح «العلم» مفعول به منصوب. «إلى» حرف جر زائد. «الجاهلين» اسم مجرور بـ «إلى» لفظا مرفوع محلّا على أنه فاعل لفعل التعجّب.
وضابط هذا الاسلوب أن يصح حذف «ما» التعجبية وفعل التعجب ويوضع مكانه فعل مناسب يكون الاسم المجرور فاعله ، ومفعوله هو الاسم الذي سبقه مثل : «ما أبغض العلم الى الجاهلين» يصح القول : يبغض الجاهلون العلم ، وإن كان الاسم المجرور هو مفعول في المعنى وما قبله هو الفاعل يكون حرف الجر المناسب هو «اللّام».
مثل : «ما أحب الأب لابنه» والتقدير : «يحبّ الأب ابنه».
١٢ ـ إذا كان فعل التعجب متعدّيا إلى مفعول واحد يصير لازما بعد التّعجّب ، ويتعدّى بواسطة حرف معيّن هو «اللام» مثل : «ما أكره العالم للمجرم».
١٣ ـ أمّا إذا كان فعل التّعجّب لازما فيتعدّى إلى مفعوله بواسطة حرف جر معيّن يجاري ما يتعدّى به في الأصل مثل : «ما أحبّ الناس للكريم» ، وكقول الشاعر :
__________________
(١) من الآية ٣٨ من سورة مريم.