٢ ـ إذا كان الفعل غير ثلاثي ، مثل : «اتّخذ» ، «تغلّب» ، «انفتح» ، «دحرج» أو كان الفعل مما صفته على وزن «أفعل فعلاء» ، مثل : «أحمر حمراء» أو «أعرج عرجاء» ، أو «أكحل كحلاء» ، فلا يصاغ منه التعجب مباشرة ، إنما نأتي بفعل آخر مستوف للشروط الثمانية السّابقة ويوفي بالمعنى المراد فنقول : «حقر» ، «عظم» ، «حسن» ، «قوي» ، «ضعف» : ما أحقر ، ما أشدّ ، ما أعظم ، ما أحسن ، ما أقوى ... أو نقول : «أحقر» ، «أعظم» ، «أحسن». ثم نأتي بعد هذه الصيغة بمصدر الفعل الذي لم يستوف الشروط منصوبا بعد «أفعل» ومجرورا «بالباء» بعد «أفعل» مثل : «ما أشدّ تغلّب الحقّ» ، ومثل : «أعظم باتخاذ الحقّ» ، ومثل : «ما أحسن انفتاح القلب». ومثل : «ما أقبح موت البخيل» ، و «ما أقوى عرج المصاب». فالفعل «تغلّب» لا يؤخذ منه صيغة تعجّب لأنه غير ثلاثي وكذلك فعل «اتخذ» و «انفتح». فأخذنا مكان هذه الأفعال صيغة : «ما أشدّ» ، و «أعظم» ، و «ما أحسن» وبعدها مصادر الأفعال السّابقة. وكذلك فعل «مات» لا يصاغ منه صيغة تعجب لأنه غير قابل للتفاضل فأخذنا مكانه فعل «قبح» وضفنا منه «أفعل» أي : «أقبح» مسبوقا بـ «ما» التعجبية ومتلوّا بمصدر الفعل «مات». ومثله فعل «عرج» غير قابل لصيغة التّعجّب لأنه غير قابل للتفاضل فأتينا بالفعل «أقوى» مسبوقا بـ «ما» ومتلوّا بمصدر الفعل «عرج». فتقول : «ما أقبح الموت» و «ما أقوى العرج».
٣ ـ إذا كان الفعل منفيا فلا يصاغ منه تعجب إنما نأتي بفعل مناسب للمعنى المراد مسبوقا بـ «ما» التعجبية وبعده مضارع الفعل المنفي مسبوقا بـ «أن» المصدرية والنفي ، مثل : «ما نجح الطالب الكسول». ففي صياغة التّعجّب من الفعل «ما نجح» نقول : «ما أحسن ألا ينجح الكسول».
أو «أحسن بألّا ينجح الكسول». والمصدر المؤول من «أن» المصدريّة مع ما دخلت عليه في محل نصب مفعول به بعد «ما أحسن». والتقدير : ما أحسن فشل الكسول أو ما أحسن عدم نجاح الكسول. أو يكون المصدر المؤوّل في محل جر «بالباء» الزائدة بعد «أفعل» والتقدير : أحسن بعدم نجاح الكسول.
٤ ـ وإذا كان الفعل مبنيّا للمجهول ، فلا يصاغ منه التّعجّب إنّما نأتي بفعل يناسب المراد وبعده الفعل المجهول مسبوقا بـ «ما» المصدريّة ، مثل : جهل السارق ففي التعجب نقول : «ما أقبح ما جهل السارق» أو «أقبح بما جهل السّارق».
والمصدر المؤوّل إما مفعول به بعد «ما أقبح» أو مجرور بالباء بعد «أقبح بما جهل».
٥ ـ وإن كان الفعل غير تام فلا يصاغ منه تعجب إنّما نأتي بالفعل الذي يناسب المعنى المراد وبعده مصدر الفعل الناقص ، إذا كان له مصدر ، مثل : «كان الجاهليّ يتنقّل من مكان إلى مكان طلبا للماء والكلأ». فنقول في صيغة التعجب من مثل هذا المثل : ما أكثر كون العربي يتنقّل من ... أو أكثر بكون الجاهلي يتنقّل من ... وإن لم يكن له مصدر فنأتي بصيغة التعجّب من الفعل الذي اخترناه وبعده الفعل الناقص مسبوقا بـ «ما» المصدريّة ، مثل : «كاد المعلم أن يكون رسولا» فنقول : «ما أسرع ما كاد المعلم أن يكون رسولا» أو أسرع بما كاد ...
والمصدر المؤوّل بعد «ما أسرع» في محل نصب مفعول به ، وبعد أسرع في محل جر بحرف الجر الزّائد لفظا والرفع محلّا على أنه فاعل «أسرع».