٦ ـ يجوز في الأفعال المستوفية للشروط التي تخوّله أن يصاغ منه التعجب أن نصيغ منها أسلوب تعجب بالطريقة غير المباشرة أي : أن نأتي بفعل يناسب المراد ونأتي بمصدر الفعل منصوبا بعد «ما أفعل» ومجرورا «بالباء» بعد «أفعل» ، مثل : برع الذكيّ فنقول بالطريقة المباشرة : «ما أبرع الذكيّ» وبالطريقة غير المباشرة : «ما أعظم براعة الذكي» أو أعظم ببراعة الذكيّ.
أحكام متفرقة لصيغ التعجب : للتعجب أحكام مختلفة تتعلق بصيغتي التعجب منها :
١ ـ يجب اعتبار فعلي التعجب جامدين في أسلوب التّعجّب رغم كونهما غير جامدين في أصلهما الثلاثي ، فلا يتقدّم عليهما المتعجّب منه.
فلا نقول : «الذكيّ ما أبرع» ولا «الجهل ما أقبح» كما لا يصح «بالذكي أبرع» ولا «بالجهل أقبح».
٢ ـ لا يجوز أن يتصل فعل التعجّب بما يدل على الإفراد ، أو التثنية ، أو الجمع ، أو التأنيث ، إنما يبقى بصورة واحدة مع الجميع ، ولا بدّ أن يكون لفظه من غير زيادة ولا نقص ، فتقول : «ما أشجع الجنود» ، «ما أشجع الجندي» ففعل التعجب «ما أشجع» بقي بلفظ واحد من غير تغيير مع المفرد «الجندي» ومع الجمع «الجنود».
ومثله : «ما أحسن المجتهدة» ، و «ما أحسن المجتهدات».
٣ ـ إذا كان الفاعل في صيغة التعجب ضميرا مستترا فيجب أن يكون مفردا مذكرا ، أما إذا كان ظاهرا فيجوز أن يطابق المتعجب منه ، مثل : «ما أبرع الذكيّ» «ما أبرع الأذكياء» ، «ما أبرع الذّكيّين». فالفعل «ما أبرع» المقصود به التّعجّب بقي بصورة واحدة من غير تغيير في المفرد «الذكيّ» وفي الجمع «الأذكياء» وفي المثنى «الذكيّين» وفاعله في الصيغ الثلاث ضمير مستتر فيه وجوبا على خلاف الأصل تقديره «هو» ، ومثل قوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ففاعل صيغة التعجب «أسمع» هو ضمير بارز للغائبين مجرور بالباء الزّائدة لفظا كما سبقت الإشارة.
٤ ـ يجب ألا يفصل بين فعل التعجب ومعموله ، إلا شبه الجملة ، مثل : «ما أحلى في بلدنا الإخلاص» ، و «ما أحلى عندنا الاجتهاد» ، وكقول الشاعر :
بني تغلب أعزز عليّ بأن أرى |
|
دياركمو أمست وليس بها أهل |
حيث فصل بين صيغة التعجب «أعزز» ومعمولها «بأن أرى» بشبه الجملة «عليّ» ومثل :
أقيم بدار الحزم ما دام حزمها |
|
وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا |
حيث فصل بين فعل التّعجب «أحر» ومعموله «بأن أتحوّلا» بالظرف «إذا». وشبه الجملة الفاصلة بين فعل التعجب ومعموله يجب أن يكون متعلقا بفعل التعجب ، وإلا فلا يجوز أن يفصل بشبه الجملة فتقول : «ما أحلى التسامح عند الكريم» وما أحلى التسامح في الأسرة. ولا يجوز : «ما أحلى عند الكريم التسامح».
أمّا إذا كان الجار والمجرور متعلقين بفعل التّعجّب ، وجب أن يكون معمول فعل التّعجّب مشتملا على ضمير يعود على المجرور ، وعندئذ يجب الفصل بشبه الجملة ، مثل : «ما أحسن بالمعلم أن يوجّه تلاميذه» فالمصدر المؤوّل من «أن» المصدرية وما دخلت عليه هو معمول فعل التّعجب وفيه ضمير يعود على المجرور «بالباء» أي على كلمة «المعلم» ومثل قول الشاعر :