شروط فعلي التعجب : يشترط في الفعل الذي يبنى منه أسلوب التّعجب ثمانية شروط :
١ ـ أن يكون ماضيا ، مع ملاحظة أن الفعل الذي يدخل في صيغة التعجب لا يدل على زمن في رأي المحققين ، لأن جملة التّعجّب متجرّدة لمحض الإنشاء المقصود منه التّعجب ، فلا دلالة فيها على زمن. ولا يجوز أن يشتمل على قرينة تدل عليه ، أي : لا يشتمل أسلوب التّعجّب على لفظة «كان» أو «يكون» أو غيرهما مما يدل على زمن.
٢ ـ أن يكون ثلاثيا فلا يصاغ من الرّباعي ، «دحرج» ولا من الخماسي ، «تعاون» ، ولا من السّداسي «استفهم» ، إلا إذا كان الرّباعي قبل التّعجّب على وزن «أفعل» فيجوز أن يصاغ منه تعجب على وزن «أفعل» أو «أفعل به» بشرط أمن اللّبس فتقول : «ما أقفر الصحراء» ، «ما أظلم الجاهل» ، «ما أتقى المؤمن» ، «ما أعطى الكريم» ومن الشاذ القول : «ما أخصر كلام العقلاء» ففيه شذوذان : الأول أنه بني من الخماسي «اختصر» والثاني : أن الخماسي مبني للمجهول.
٣ ـ أن يكون متصرفا في الأصل تصرّفا كاملا قبل صياغته للتّعجّب وبعدها يصير جامدا. فلا يصاغ من الفعل الجامد مثل : «عسى» ، «نعم» ، «بئس» ، «ليس» ، «كاد».
٤ ـ أن يكون معناه قابلا للزيادة أو للنقصان أي : قابلا للتفاضل ليتحقق معنى التّعجّب. فلا يصاغ من الفعل الذي لا تفاوت فيه ، مثل : «مات» ، «فني» ، «غرق» ، «عمي» ، ففيها المعنى مألوف ، ولا تفاضل فيه في زيادة تستدعي العجب.
٥ ـ ألا يكون عند صياغته للتعجب مبنيّا للمجهول بناء عارضا ، مثل : عرف ، إلا إذا كان الفعل ملازما لصيغة المجهول في كل الأحوال ، مثل : «زهي ، هزل» فيصاغ منها التعجب بشرط أمن اللّبس فتقول : «ما أهزل الضّعيف» و «ما أزهى العصفور البلبل الغريد».
٦ ـ أن يكون تامّا ، فلا يصاغ من «كان» وأخواتها أو من «كاد» وأخواتها.
٧ ـ أن يكون مثبتا ، فلا يصاغ من المنفي سواء أكان ملازما للنفي ، أو غير ملازم له ، مثل : ما عاج العلم أي : «ما نفع العلم». فالفعل «عاج» مضارعه «يعيج» هو ملازم للنفي.
٨ ـ ألا تكون الصفة المشبّهة منه على وزن : «أفعل فعلاء» ، مثل : «أعرج عرجاء» أي : لا يصاغ من كل صفة تدل على عيب ، أو لون أو حلية ، مثل : حور فالصفة المشبهة للمذكر «أحور» وللمؤنث «حوراء» ، ولا من «أحمر حمراء».
٩ ـ وقد زيد شرط آخر على ما سبق وهو ألّا يستغنى عن الصياغة منه بصيغة أخرى مسموعة ، فلا تقول : «ما أقيله» في التّعجّب من قيلولته وهي وقت اشتداد الحر ظهرا والماضي منه «قال».
لأنهم استغنوا عن هذه الصيغة بالقول : «ما أكثر قائلته» ، كما لا يصح : «ما أسكره» بل : «ما أشدّ سكره» وبعضهم يرى أن هذا الشرط غير مقبول.
ملاحظات :
١ ـ إذا كان الفعل لا يتصرف تصرفا كاملا ، أو جامدا ، مثل : «كاد» ، يتصرف تصرفا غير كامل ، ومثل : «نعم» جامد ، أو غير قابل للتفاوت ، مثل : «مات» ، «فني» ، «غرق» ، «عمي» ، «عرج» ... فلا يصاغ منه التعجب مطلقا.