مبتدأ ، وبعده علامة التعجب ، مثل : «ما أجمل أزهار الرّبيع!». وإعراب المثل كالآتي : «ما» التعجبية نكرة تامّة مبنيّة على السكون في محل رفع مبتدأ. «أجمل» فعل ماض جامد مبني على الفتح لفظا. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «هو» يعود على «ما». وهذا التقدير هو على خلاف الأصل ، لأن ضمائر الغائب والغائبة تقدّر كلها جوازا. «أزهار» : مفعول به منصوب وهو مضاف.
«الربيع» : مضاف إليه مجرور والجملة الفعليّة هي خبر المبتدأ. والتقدير : شيء أجمل أزهار الربيع.
وقد تكون صيغة «أفعل» بغير «ما» التعجبيّة السابقة عليه ، و «أفعل» أصله فعل ثلاثيّ زيدت فيه همزة التّصيير ، مثل : «أحسنت عملا» و «برعت قولا» وفعلها الثلاثي حسن وبرع. وهذه الصيغة سماعيّة ، وليست قياسيّة.
وكذلك ورد عن العرب تصغير هذا الفعل فتقول : «ما أميلح الكريم» و «ما أحيسن المجتهد» تصغير «ما أملح» و «ما أحسن» عند استخدامهما للتعجب ، مع أن الأفعال لا تصغّر ، إنما سمع ذلك عنهم.
وأمّا الصيغة الثانية من أسلوب التّعجّب «أفعل» فهو فعل ثلاثيّ في أصله مشتمل على التعجب ثم صيغ على وزن الأمر ، وبعده «باء» حرف جر ، وتجرّ الاسم الظّاهر ، مثل : «أجمل بأزهار الرّبيع» أو الضمير المتصل ، فتقول : «أجمل بها». ويكون الإعراب كالآتي : «أجمل» : فعل ماض على صورة الأمر أي على شكله الظّاهر فقط ، دون الحقيقة المعنويّة المراد بها الأمر المعروف. «بأزهار» : «الباء» : حرف جر زائد.
«أزهار» فاعل «أجمل» مجرور بالباء لفظا في محل رفع. وهو مضاف الربيع مضاف إليه. ومن إعراب الفاعل المبني كالضمير البارز القول : «أجمل بها» وكقوله تعالى : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(١).
«أسمع» : فعل ماض جاء على صورة الأمر.
«بهم» : «الباء» : حرف جر زائد. والضّمير «هم» مجرور بكسرة مقدّرة منع من ظهورها علامة البناء الأصلي وهو في محل رفع فاعل «أسمع» وكذلك إعراب فعل «أبصر» والتقدير : «أبصر بهم». إلا أن في هذه الآية الكريمة ورد الضمير «هم» مكان «واو» الجماعة للغائبين إذ التقدير «سمعوا» بدليل القول ما بعد (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ)(٢) : «يوم يأتوننا» ولما كان من المتعذر وقوع «واو» الجماعة بعد حرف الجر ، جعل الضمير «هم» مكانها لأنه يصلح للرّفع وللجرّ. ويجوز أن يعرب الأسلوب «أفعل» على وجه آخر أي نقول : «أسمع» فعل أمر. وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت يعود على مصدر الفعل «أسمع» وهو «السّمع» «بهم» جار ومجرور متعلق بـ «أسمع». والتقدير : «يا سمع أسمع بهم وأبصر». فالخطاب الملحوظ موجّه لمصدر الفعل «أسمع» أي فعل التعجب «أفعل» بقصد طلب استمراره. ويصح أن يكون موجها للمخاطب الذي يراد منه التّعجّب مع وجوب إبقاء الضمير على صورة الإفراد والتّذكير ، كقول الشاعر :
إذا عمّر الإنسان تسعين حجّة |
|
فأبلغ بها عمرا وأجدر بها شكرا |
فأسلوب التعجب مراد منه المخاطب «أبلغ بها» والضمير المجرور بالباء لفظا هو مبني في محل رفع فاعل «أبلغ».
__________________
(١) من الآية ٣٨ من سورة مريم.
(٢) من الآية ٣٨ من سورة مريم.