و «النون» حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره «أنا» ، كقوله تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَ)(١) «لتسمعنّ» مضارع مرفوع رغم اتصاله بنون التوكيد. وذلك لأن نون التوكيد غير متصلة مباشرة بالمضارع وأصله «لتسمعوننّ» فحذفت «النون» علامة الرفع منعا من تلاقي ثلاث نونات ، ثم حذفت «الواو» منعا من التقاء ساكنين هما : «الواو» والنون الأولى من المشدّدة. وتبقى الضّمّة دلالة على «الواو» المحذوفة. والفعل المضارع مرفوع وعلامة رفعه النون المحذوفة. و «الواو» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
ومثله الفعل «لتبلونّ» أصله : «تبلووننّ» فتحذف نون الرفع لعدم تلاقي النونات. وتحذف «الواو» منعا من التقاء ساكنين. وهي فاعل للفعل. ويبقى المضارع مبنيا حتى لو تقدمه حرف نصب أو جزم ، فيكون مبنيا على الفتح أو على السكون في محل نصب أو في محل جزم ، كقوله تعالى : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ)(٢) حيث أتى الفعل «يحسبنّ» : مضارع مبني على الفتح في محل جزم بـ «لا» الناهية.
و «النون» حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وكقول الشاعر :
لا تحسبنّ المجد وال |
|
علياء في كذب المظاهر |
وفيه «لا» الناهية تجزم الفعل المضارع.
«تحسبنّ» مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد وهو في محل جزم بـ «لا» الناهية.
و «النون» حرف لا محل له من الإعراب.
إعراب المضارع : يرفع المضارع إذا تجرّد عن الناصب والجازم وكل ما يوجب بناءه وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره إذا كان صحيح الآخر ولم يتّصل به شيء مثل : «الكريم هو من يملك القليل» فالفعل «يملك» مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة كما يرفع بالضّمّة المقدّرة إذا كان معتل الآخر ، مثل : «الكريم يعطي بسخاء» فالفعل «يعطي» مضارع مرفوع بالضّمّة المقدّرة على «الياء» للثقل ، وكقول الشاعر :
وأقتل داء رؤية العين ظالما |
|
يسيء ويتلى في المحافل حمده |
وفيه «يسيء» مضارع مرفوع بالضّمّة على آخره ، و «يتلى» مضارع مرفوع بالضّمّة المقدّرة على الألف للتعذّر.
ويرفع المضارع بثبوت النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، كقوله تعالى : (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ)(٣) فالمضارع «تعلمون» مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعن كل ما يوجب بناءه ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة.
نصب المضارع : ينصب المضارع إذا سبقته احدى أدوات النّصب ، وتكون علامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره إذا كان صحيح الآخر ، كقول الشاعر :
وما علينا إذا ما كنت جارتنا |
|
أن لا يجاورنا إلّاك ديّار |
وفيه الفعل «يجاورنا» مضارع منصوب بـ «أن» وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره لأنه صحيح الآخر. كما ينصب بالفتحة إذا كان معتلّ
__________________
(١) من الآية ١٨٦ من سورة آل عمران.
(٢) من الآية ١٨٠ من سورة آل عمران.
(٣) من الآية ٥ من سورة التكاثر.