بين هذا الفعل المتعدّي «فعل» وبين الفعل «نعم» و «بئس» الخاصين بالمدح والذم وذلك في أمرين يتعلقان في المعنى وأمرين آخرين في الفاعل الظّاهر. أما الأمران المتعلقان في المعنى فيظهران : في إشراب المتعدّي التّعجب مع عدم الاقتصار على المدح الخالص أو الذّم الخالص ، وفي أنه للمدح الخاص بمعنى الفعل ، أو الذم الخاص بمعنى الفعل. والأمران اللذان يتعلقان في الفاعل الظاهر هما : جواز خلوّه من «أل» كقوله تعالى : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) وجواز جرّه بالباء الزائدة ، مثل : «ما أحبّ زيارة المخلص» ، فتقول : «حب بزيارة المخلص». «زيارة» : فاعل مرفوع بالضّمة المقدّرة على الآخر منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «الباء».
تسميات أخرى : للمتعدّي أسماء أخرى في الاصطلاح هي : المتعدّي. المتعدّي بنفسه الواقع المجاوز. الفعل المؤثّر. غير اللّازم. الملاقي. الواصل.
ملاحظة : سمّي الفعل المتعدّي بهذا الاسم برأي البصريين. وسمي مفعول الفعل المتعدي بنفسه : المفعول الصريح.
الفعل المجهول
تعريفه :
اصطلاحا : هو الفعل الذي حذف فاعله فلم يسند إليه بل أسند إلى ما ينوب عنه ، كقوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ، وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ ، وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ ، وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ، وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)(١).
أسماؤه الأخرى : ما لم يسمّ فاعله. المبني لما لم يسمّ فاعله. المجهول. الفعل المجهول فاعله. صيغة المفعول. فعل ما لم يسمّ فاعله.
المفعول الذي لم يسمّ فاعله. المبني للمفعول.
المبني للمجهول. الفعل الذي لم يسمّ فاعله.
أحكامه :
١ ـ إذا كان الفعل ماضيا وحروفه صحيحة ، خاليا من التّضعيف ، وجب ضمّ فائه ، وكسر ما قبل آخره ، إن لم يكن مكسورا ، كقوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)(٢) وتكسر فاؤه إذا كان الثّلاثي معتلّ العين واويّا كان أو يائيّا ، مثل : «باع» أصلها : «بيع» «صام» أصلها «صوم». فإذا بني للمجهول نقول : «بوع» و «صوم» قياسا. أو «بيع وصيم» بالإعلال. أو بالإشمام وهذا لا يكون إلّا في النّطق كقوله تعالى : (وَغِيضَ الْماءُ ...)(٣) وكقول الشاعر :
ليت وهل ينفع شيئا ليت |
|
ليت شبابا بوع فاشتريت |
٢ ـ إذا كان الفعل مضارعا يجب ضم أوّله وفتح ما قبل آخره ، مثل : «يفتح الطالب الباب» و «يحرّك الطفل رجله» فتقول في المجهول :
«يفتح الباب وتحرّك رجله» وكقول الشاعر :
أعندي وقد مارست كلّ خفيّة |
|
يصدّق واش أو يخيّب سائل |
وقد يكون الفتح مقدّرا قبل الآخر بسبب
__________________
(١) من الآيات ١ ـ ١٤ من سورة التكوير.
(٢) من الآية الأولى من سورة الزلزلة.
(٣) من الآية ٤٤ من سورة هود.