شُرَكاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)(١) أي :تزعمونهم شركاءكم.
الرّابع : ما يتعدّى إلى ثلاثة مفاعيل : الأول أصله فاعل ، والثاني والثالث أصلهما مبتدأ وخبر وهي : «أرى» ، «أعلم» ، «حدّث» ، «خبّر» ، «أخبر» ، «نبّأ» ، «أنبأ» .. كقوله تعالى : (يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ) فالمفعول الأول ضمير الغائبين «هم» المتصل بالفعل يريهم وهذا المفعول أصله فاعل والتقدير «هم يرون» والثاني «أعمالهم» والثالث «حسرات». والثاني والثالث أصلهما مبتدأ وخبر والتقدير : أعمالهم حسرات عليهم.
تحويل المتعدي إلى لازم : يصير الفعل المتعدّي لمفعول واحد لازما ، أو بحكم اللّازم أي : بحسب المظهر الشّكلي اللّفظي ، في حالات متعدّدة أهمّها :
١ ـ إذا بني للمطاوعة في مثل : «مزّقت الورقة» فتصير : «تمزّقت الورقة» وفي مثل : «كسر الولد الزجاج» : «انكسر الزجاج» و «دحرج الولد الكرة» : «تدحرجت الكرة».
٢ ـ إذا كان متضمنا معنى اللازم ، كقوله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ)(٢) فالفعل «يخالفون» هو في الأصل متعد لكنّه تضمن معنى الفعل اللازم «يخرجون» أي : يخرجون عن أمره وكقوله تعالى : (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ)(٣) فالفعل «تعد» بمعنى «تتجاوز» : متعد ، وعدّي بواسطة حرف الجر لتضمنه معنى «تنصرف». أي : لا تنصرف عيناك عنهم فالأفعال هذه هي في حكم اللّازمة وليست لازمة حقيقة.
٣ ـ تحويل الفعل إلى صيغة «فعل» بقصد المبالغة أو التّعجب ، مثل : «فهم العبقريّ» دلالة على سبقه في الفهم ، ومثل : «منع الشرطيّ وحبس» دلالة على ذمّه في منع المعونة وحبسها.
٤ ـ تأخير الفعل الثلاثي المتعدّي فيضعف ولا يتعدّى إلى مفعول به ، كقوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٤) وكقوله تعالى : (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ)(٥).
٥ ـ العامل الوصف الذي أصابه الضعف لأنه من المشتقات ، كقوله تعالى : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)(٦) وكقوله تعالى : (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ)(٧) فاسم الفاعل «مصدّقا» تعدّى بواسطة حرف الجر الذي يفيد التقوية ومساعدة العامل للوصول إلى المفعول ، ومثل ذلك ينطبق على صيغة المبالغة «فعّال» تعدّت بواسطة حرف الجر.
وقد يصير المتعدّي لازما في ضرورة الشعر ، مثل :
تبلّت فؤادك في المنام خريدة |
|
تسقي الضّجيع ببارد بسّام |
فالفعل «تسقي» يتعدّى في الأصل إلى مفعولين وهو هنا تعدّى إلى المفعول الثّاني بواسطة حرف الجر للضرورة الشعريّة.
ملاحظة : عند تحوّل الفعل المتعدّي إلى لازم بصيغة «فعل» ليكون للمدح أو للذم ينشأ اختلاف
__________________
(١) من الآية ٢٢ من سورة الأنعام.
(٢) من الآية ٦٣ من سورة النور.
(٣) من الآية ٢٨ من سورة الكهف.
(٤) من الآية ٤٣ من سورة يوسف.
(٥) من الآية ١٥٤ من سورة الأعراف.
(٦) من الآية ١٠٧ من سورة هود.
(٧) من الآية ٣ من سورة آل عمران.