التنوين ، مثل : «ليكونا» في الآية السابقة ويكتبها البصريّون بالنون مثل : «ليكونن».
٢ ـ لا يجوز توكيد الفعل الماضي مطلقا لأن معناه لا يتّفق مع «النون» التي تفيد الاستقبال ولا يؤكّد من الأفعال إلا الأمر فتقول : «اكتبنّ» ، «اكتبنّ» ، «اكتبنّ» راجع : نون التوكيد. أمّا المضارع فلا يؤكّد إلّا إذا وقع بعد القسم أو أداة الطلب ، أو النفي ، أو الجزاء ، أو بعد «ما الزائدة» ، مثل : «لا تضيّعنّ وقتك» وكقوله تعالى : (فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي)(١).
وكقوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً)(٢) وكقول الشاعر :
فليتك يوم الملتقى ترينّنى |
|
لكي تعلمي أني امرؤ بك هائم |
وكقول الشاعر :
إذا مات منهم سيّد سرق ابنه |
|
ومن عضة ما ينبتنّ شكيرها |
امتناع توكيد المضارع : يمتنع توكيد المضارع إذا لم يكن مستقبلا ، أو إذا كان غير مثبت أو إذا كان مفصولا من لام القسم بفاصل ، كقوله تعالى : (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)(٣) حيث امتنع توكيد المضارع «تذكر» لأنه لم يتّصل بالقسم ، وكقوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) لم يتصل المضارع بنون التوكيد لأنه لم يكن جوابا للقسم رغم اتصاله بلام القسم ، وكقوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(٤) حيث امتنع توكيد المضارع لأنه فصل بينه وبين لام القسم بكلمة «سوف» رغم وقوعه في جواب القسم.
وكقوله تعالى : (لَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ)(٥) امتنع توكيد المضارع لأنه فصل بينه وبين لام القسم بالجار والمجرور «لإلى الله».
جواز توكيد المضارع : يجوز توكيد المضارع أو عدم توكيده في المواضع التالية :
١ ـ إذا وقع المضارع فعل شرط بعد «إن» المدغمة بـ «ما» الزائدة المؤكّدة ، كقوله تعالى : (إِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً)(٦).
٢ ـ إذا وقع المضارع بعد إحدى أدوات الطلب. والطلب يشمل الأمر ، مثل : «لتجتهدنّ» «اللام» : للأمر. وهذا ما يسمّى الأمر باللّام ، والنهي كقوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)(٧) والعرض ، مثل : «ألا ترضينّ بما قسم الله لك». والتحضيض مثل : «هلّا تعودنّ عن غيّك» والتّمني ، مثل : «ليتك تنظرنّ في حل مشاكلك» والتّرجي ، مثل : «تابع عملك باخلاص لعلّك تربحنّ ثقة الناس بك».
٣ ـ إذا كان المضارع منفيا بـ «لا» كقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً)(٨).
وجوب توكيد المضارع : يجب توكيد المضارع إذا كان مثبتا ، ويدل على الاستقبال وجوابا للقسم ، وغير مفصول من لام القسم مثل : «والله ليفوزنّ المثابر على الاجتهاد» وكقوله
__________________
(١) من الآية ٢٦ من سورة مريم.
(٢) من الآية ١٦٩ من سورة آل عمران.
(٣) من الآية ٥٨ من سورة يوسف.
(٤) من الآية ٥ من سورة الضحى.
(٥) من الآية ١٥٨ من سورة آل عمران.
(٦) من الآية ٥٨ من سورة الأنفال.
(٧) من الآية ٤٢ من سورة إبراهيم.
(٨) من الآية ٢٥ من سورة الأنفال.