مثل : «يا أيّتها الفتاة لتسمعنّ أخبار النّصر».
والأصل لتسمعيننّ. أو إذا كان «ألف» الاثنين والفعل مؤكّد بنون التوكيد ، مثل : «يا ولدان لتسمعان أخبار النّصر» والأصل : لتسمعاننّ يجوز أن تبقى ألف الاثنين.
والثالث : إذا كان العامل مصدرا يحذف فاعله ، ويجوز ذكره ، مثل : «احترامي الطالب مجتهدا» فالفاعل هو «الياء» والعامل هو المصدر «احترامي». ومثل : «احترام الطالب مؤكّد».
«احترام» مصدر فاعله ضمير مستتر تقديره «هو» أو الضمير المقصود بالكلام.
والرابع : هو الحذف البلاغي بشرط وجود قرينة تدلّ على الفاعل المحذوف ، مثل : «أين زيد» ، فتجيب : «غائب» أي : غائب زيد. زيد فاعل لاسم الفاعل غائب. وقد يحذف الفاعل في أساليب خاصة ، كأن تقول لصديقك : «إذا كان لا يوافقك فهات ما عندك» والتقدير : إذا كان لا يوافقك رأيي. ومن هذه الأساليب التشدّد بالقول ظهر ... تبين والتقدير :ظهر الحق ... وتبين ...
وهناك أفعال لا تحتاج إلى فاعل مثل «كان» الزائدة ، كقول الشاعر :
جياد بني بكر تسامى |
|
على كان المسوّمة العراب |
ومثل : طال ، وكثر إذا اتصلت بهما «ما» الكافة ، مثل : «طالما حمدت ربّك الذي خلقك» ، ومثل : «كثر ما حمدت لك صنيعك» ، و «قلّ ما تدانيت بدين» فكل من هذه الأفعال لا يحتاج إلى فاعل بسبب وجود «ما». وقد تعرب هذه الأفعال : كافّة ومكفوفة ، وقد يعرب الفعل كإعرابه الأصلي أي : فعل ماض مبني على الفتح و «ما» مع ما دخلت عليه في محل رفع فاعل.
٢ ـ يجب أن يتأخر الفاعل عن عامله ، مثل : «جاء زيد». فإذا تقدم الفاعل على الفعل لم يعد فاعلا وإنما يعرب : مبتدأ. مثل : زيد جاء. «زيد» : مبتدأ و «جاء» : فعل ماض فاعله ضمير مستتر يعود الى «زيد» والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ ، أما في مثل قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ)(١) تعرب كلمة «أحد» فاعل لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر ، فالفاعل لا يكون متقدما ، أمّا إن تقدم الاسم فيكون إما مبتدأ خبره الجملة بعده ، أو فاعلا لفعل محذوف يفسّره الفعل الظّاهر.
٣ ـ يبقى الفعل مجردا من علامة التثنية والجمع إذا كان الفاعل مثنى أو جمعا ، مثل : «قدم الزائران» ، و «قدم الزائرون» و «قدمت الزائرة» أو «الزائرات» ، وكقول الشاعر :
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظّما |
|
وقد كربت أعناقها أن تقطّعا |
فالفاعل «ذوو» جمع مرفوع بالواو. والفعل «سقى» بصورة المفرد. وهناك بعض القبائل التي تزيد في لغتها «واو» الجماعة مع وجود الفاعل الظّاهر الذي يكون بصورة الجمع ، مثل : «أقبلوا الأولاد» ومثل : «جاء بالأموال حتى حسبوه الناس حمقا» وكقول الشاعر :
لو يرزقون الناس حسب عقولهم |
|
ألفيت أكثر من ترى يتكفّف |
وفيه الفعل «يرزقون» متصل بواو الجماعة والفاعل ظاهر. فيعربونه بدلا من الواو. ومنهم من يعرب الاسم الظاهر مبتدأ مؤخر والفعل المتقدم هو خبره ، ومنهم من يعتبر «الواو» حرفا يدلّ على
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة التّوبة. وقد تعرب «أحد» مبتدأ والجملة بعدها خبر والإعراب الأول أفضل.