الجماعة لا محل له من الإعراب ، «الناس» فاعل «يرزقون».
٤ ـ وقد يكون عامل الفاعل محذوفا وذلك إذا كان جوابا لمن سأل : من نجح؟ فتجيب : «المجتهد». أي : نجح المجتهد. «المجتهد» : فاعل لفعل محذوف تقديره «نجح». وربما حذف الفاعل جوابا لاستفهام ضمني يفهم من السياق مثل : «ظهرت نتيجة الامتحانات ففرح بها الكثيرون .... الطلاب .... الأهالي ، الاساتذة». والتقدير : فرح الطلاب وفرح الأهالي وفرح الأساتذة.
ويكون محذوفا كالأسلوب السّابق ، أي : إذا كان مفسّرا بفعل مذكور بعده ، مثل : «إن ضيف حضر أخوه فأكرمه» ، التقدير : إن حضر ضيف حضر أخوه ، فالفعل «حضر» يفسّر الفعل المحذوف. وتعرب كلمة «ضيف» فاعلا لفعل محذوف يفسّره الفعل الظاهر «حضر». ومثل حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم : «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن» والتقدير : لا يشرب الشارب أي : هو.
وكقوله تعالى : (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) أي : إذا بلغت الرّوح التّراقي ، وكقول الشاعر :
فإن كان لا يرضيك حتى تردّني |
|
إلى قطري لا إخالك راضيا |
وفيه «كان» تامة ، وفاعلها ضمير مستتر ، أو ناقصة واسمها الذي هو بمنزلة الفاعل ضمير مستتر تقديره هو. وكذلك فاعل «يرضيك» ضمير مستتر تقديره : هو يعود الى اسم «كان» وكذلك فاعل «تردّني» ضمير مستتر تقديره : أنت ، وكقول الشاعر :
وقد جعلت إذا ما قمت يثقلني |
|
ثوبي فأنهض نهض الشّارب السّكر |
وكنت أمشي على رجلين معتدلا |
|
فصرت أمشي على أخرى من الشّجر |
حيث أن الفعل «قمت» اتصل به ضمير الرفع «التاء». والفعل «يثقلني» فاعله اسم ظاهر وهو «ثوبي». وإن اختلف العلماء في كون هذا الاسم هو فاعل «يثقلني» أو هو بدل من الضمير المستتر في «يثقلني» الذي يعود على اسم «جعلت». وكذلك فعل «أمشي» فاعله ضمير مستتر تقديره «أنا».
ومثله «أمشي» في الشّطر الثاني. «والتاء» في «جعلت» و «كنت» و «صرت» هي اسم لهذه الأفعال النّاقصة.
٥ ـ إذا كان الفاعل مؤنثا أنّث فعله بزيادة «تاء» التأنيث في آخر الماضي كقول الشاعر :
كانت سكينة تملأ ال |
|
دنيا وتهزأ بالرواة |
روت الحديث وفسّرت |
|
آي الكتاب البيّنات |
وفيه الفعل الماضي «كانت» والفعل «روت» لحقت بهما «تاء» التأنيث السّاكنة ومثل «فسّرت» أيضا ، وفيه أيضا الفعل المضارع «تهزأ» اتصلت في أوّله «التاء» التي تدلّ على الاسم المؤنث الواقع فاعلا ، وكذلك إذا كان الفعل مضارعا ، والفاعل مؤنثا ، وهو للمثنى ، أو للجمع ، مثل : «تهزأ الفتاتان وتهزأ الفتيات». أمّا إذا كان الفاعل ضميرا متصلا لجمع المؤنث السالم فالأفضل أن يكون الفعل مبدوءا بالياء لا بالتاء وذلك لأن الضمير المتصل أغنى عن «التاء» في أوّل المضارع ، مثل : «الفتيات يرقصن رقصا إيقاعيا بديعا» ، فالفعل «يرقصن» ابتدأ «بالياء» استغناء