صيغ منته الجموع ومفرده اسم على وزن «فعلاء» يدل على مؤنث وليس له مذكّر ، مثل : صحار ، صحارى.
٣ ـ قد ينوّن الممنوع من الصّرف ، وذلك في مواضع كثيرة أهمها :
أ ـ عند زوال العلميّة ، إحدى سببي منع الاسم من الصرف ، وبقاء العلة الثانية التي قد تكون : التأنيث ، أو الزيادة ، أو العدل ، أو الوزن ، أو العجمة ، أو التركيب والعلة الباقية لا تكفي لمنع الاسم من الصرف فينوّن تنوين التنكير ، فتدخل عليه «ربّ» التي لا تدخل إلّا على النكرات ، مثل : «ربّ فاطمة وعمران وعمر ويزيد وإبراهيم ، ومعديكرب ، وأرطى» ويستثنى من ذلك ما كان وصفا قبل العلميّة ، مثل : أحمر وعطشان فبعضهم يبقيه غير منصرف وبعضهم يصرفه.
٢ ـ إذا صغّر الاسم وكان تصغيره مزيلا لأحد السّببين المانع من الصّرف مثل : «عمر عمير» ، وأحمد ، حميد. فهذان الاسمان غير ممنوعين من الصّرف «عمير وحميد» ، لأن التصغير جعلهما في صورة لا يصح منعها من الصّرف فلا سماع فيهما ولا عدول عن شيء ، وكلمة «حميد» ليست على وزن الفعل ، وبقيت على العلمية ، فلا تمنع من الصّرف ، أما كلمة «أحمد» فهي ممنوعة من الصّرف للعلمية ووزن الفعل ، وكقول الشاعر :
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة |
|
فقالت : لك الويلات إنّك مرجلي |
حيث نوّن الشاعر كلمة «عنيزة» للضرورة الشعرية ، مع أنه علم لمؤنث. وعكس ذلك في كلمة «تحلىء» علما ، فإنها ممنوعة من الصّرف بغير تصغير ، وتبقى ممنوعة من الصرف بعد التّصغير لأنها تصير على وزن «تدحرج» مضارع «دحرج».
٣ ـ إرادة التّناسب في فواصل الجمل ، أو في أواخر الكلمات لتتشابه في التنوين ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالاً وَسَعِيراً)(١) فقد نوّنت كلمة «سلاسلا» لتناسب الكلمة التي تليها وتجاورها. وكقوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً ، وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً ، وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً)(٢) فقد نوّنت كلمة قواريرا لتناسب آخر الجملة التي قبلها ، وآخر الجملة التي بعدها ، وكقوله تعالى : قالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ، ولا يغوثا ويعوقا ونسرا (٣) فقد نوّنت الكلمتان «يغوثا» و «يعوقا» ، اسمان لصنمين ، مراعاة لما قبلهما ولما بعدهما من الكلمات المنوّنة ، وهما على وزن الفعل واسمان علمان فيجب منعهما من الصّرف لكنّهما نوّنتا مراعاة لأواخر الكلمات قبلهما وبعدهما ، ويجوز إبقاؤهما على منعه.
٤ ـ يجوز أيضا منع التنوين وإبقاؤه في الضرورة الشعرية ، كقول الشاعر :
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة |
|
فقالت لك الويلات إنّك مرجلي |
فقد وردت كلمة «عنيزة» منوّنة ومجرورة للضرورة الشعرية. وكقول الشاعر :
__________________
(١) من الآية ٤ من سورة الإنسان.
(٢) من الآيات ١٣ ـ ١٦ من سورة الإنسان.
(٣) من الآية ٢٣ من سورة نوح.