هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله |
|
بجدّه أنبياء الله قد ختموا |
حيث اضطر الشاعر إلى تنوين كلمة «فاطمة» وجرّها بالكسرة ، وكقول الشاعر :
إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقه |
|
عصائب طير تهتدي بعصائب |
حيث اضطرّ الشاعر إلى جرّ كلمة «عصائب» بالكسرة لضرورة الشعر من غير تنوين وفي كل الحالات السابقة تعرب الكلمة الممنوعة من الصرف حسب موقعها في الجملة ونضيف القول بأنها نوّنت للضرورة الشعرية.
٥ ـ ويجوز في الضرورة الشعرية منع الصّرف للاسم المنصرف في الأصل سواء أكان هذا الاسم علما ، كقول الشاعر :
طلب الأزارق بالكتائب إذ هوت |
|
بشبيب عائلة النفوس غدور |
حيث منع من الصرف كلمة «شبيب» ، اسم علم ، للضرورة الشعرية مع أنه منصرف لعدم وجود علّة ثانية بجانب العلمية. وكذلك إذا كان الاسم غير علم ، كقول الشاعر :
فلو كان عبد الله مولى هجوته |
|
ولكنّ عبد الله مولى مواليا |
والأصل : مولى موال أن الاسم المنقوص يجر بحذف «الياء» وإقامة تنوين العوض مكانها ، فترك الشاعر هذا الأصل وأبقى «الياء» مفتوحة كما لو كانت الكلمة اسما صحيح الآخر مما يجر بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
٦ ـ للتصغير والتكبير أثرهما في الممنوع من الصّرف. فمن الأسماء ما تمنع من الصّرف سواء أكانت مكبّرة أم مصغّرة لوجود أسباب المنع في الحالتين ، مثل : «معديكرب» ، علم مركب تركيبا مزجيا ، «طلحة» ، علم منته بتاء التأنيث «زينب» ، علم مؤنث مجازي ، «حمراء» صفة على وزن «فعلاء» مذكرها «أفعل» ، «غضبان» وصف منته بألف ونون زائدتين ، «إسحاق» ، للعلمية والعجمة ، «أحمر» وصف على وزن «أفعل» مؤنثة بغير التاء. «يزيد» للعلمية ووزن الفعل. فكل هذه الأسماء ممنوعة من الصّرف للأسباب المذكورة فإن صغّرت تبقى على منعها من الصّرف. ومن الأسماء ما تكون ممنوعة من الصّرف ، وعند التصغير يدخلها التنوين أي : تصرف ، مثل : «عمر» للعلمية والعدل ، «شمّر» للعلميّة ووزن الفعل «سرحان» للعلمية والألف والنون الزائدتين «أرطى» علم اتصل بألف الإلحاق «جنادل» علم على صيغة منته الجموع فإذا لحقها التصغير تصرف ، وذلك لأن «عمير» يزول سبب العدول فيها ، و «شمير» يزول سبب منعها من الصرف أي : وزن الفعل «سريحين» لعدم وجود الألف الزائدة ، و «أريط» لعدم وجود ألف الإلحاق ، و «جنيدل» لعدم وجود صيغة منته الجموع.
فصرفت هذه الأسماء كلها عند التصغير ومن الأسماء ما تكون ممنوعة من الصرف وهي مصغّرة وتصرف في ما عدا ذلك ، مثل : «تحلىء» غير ممنوعة من الصّرف ، فهي علم وينقصه العلة الثانية ليكون ممنوعا من الصرف فعند التصغير تتواجد العلّة الثانية إذ تصير «تحيلىء» على وزن المضارع «تدحرج». ومثل : «توسّط» اسم طائر تصير عند التصغير «تويسط» علم وعلى وزن المضارع «تبيطر». «تهبط» ، الشيء المقيم الثابت