نعتا ، مثل : «طارت في الجو طيورا ثلاث أو رباع ...» «ثلاث» و «رباع» نعت «طيورا» منصوب بالفتحة ، أو تكون خبرا لمبتدأ ، مثل : «أصابع الكفّ خماس» و «عيون الوجه ثناء» وقد تكون مضافة لكنها لا تكون مقرونة بـ «أل» أبدا وكقوله تعالى : (ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ)(١) وإذا تكرّر اللّفظ المعدول فيكون اللفظ الثاني توكيدا للأول فتقول : سار الطلاب مثنى مثنى ، ثلاث ثلاث ، رباع رباع ... «ومثنى» الثانية و «ثلاث» الثانية و «رباع» الثانية كل منها توكيد للأولى الواقعة حالا. ومن العرب من يجيز صرفها فيعتبرها أسماء مجردة من الوصفية ، إذن هي غير ممنوعة من الصرف.
والموضع الثاني للوصف المعدول هو كلمة «أخر» ، جمع مؤنث ، مفرده «أخرى» ، والمذكر منه هو كلمة «آخر» على وزن «أفعل» بمعنى «أفعل التفضيل». مجرد من «أل» والأضافة ، ويجب أن يكون مفردا مذكرا في جميع حالاته ، مثل : «صافحت زينب ونساء أخر» فكان الأصل أن تقول ونساء «آخر» لكن العرب عدلوا عن لفظ «آخر» إلى لفظ «أخر» بصيغة الجمع ومنعوه من الصرف.
ملاحظة : قد تكون «أخرى» بمعنى «آخرة» التي تقابلها «أولى» ، فتجمع على «أخر» فهذا الجمع يكون غير ممنوع من الصرف لأنه غير معدول ، ومذكر «أخرى» «آخر» يقابله «أوّل» بدليل قوله تعالى : (وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى) أي : الآخرة وبدليل قوله تعالى : (ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ). فليست «أخرى» بمعنى «أفعل التفضيل» لذلك يصح أن يعطف عليها مثلها فتقول : مررت برجل وآخر وآخر ، ومررت بسيّدة وأخرى وأخرى.
العلم الممنوع من الصرف لعلّتين : يمنع العلم من الصرف لعلميّته ولإحدى العلل التالية :
الأولى : إذا كان العلم مركبا تركيبا مزجيا ، أي : امتزجت فيه الكلمتان فاتصلت الثانية بنهاية الأولى حتى صارتا كالكلمة الواحدة ، وتظهر على آخر الثانية علامات الإعراب أو البناء ، وقد تكون نهاية الأوى حرفا ساكنا ، مثل : «بور سعيد» ، «نيويورك» «جردنسيتي» اسم حيّ في القاهرة على الساحل الشرقي للنّيل ، أو قد يكون الحرف مفتوحا ، مثل : «طبرستان» ، اسم مدينة فارسية ، «خالويه» ، اسم عالم نحوي ، و «سيبويه» اسم إمام نحاة الطبقة الرّابعة البصرية ، وتتألف هذه الكلمة من «سيب» ومعناها التفاح و «ويه» معناه رائحة. فمعنى الكلمة الإجمالي رائحة التفاح ، وقد تعرب هاتان الكلمتان الأخيرتان وقد تكونان مبنيّتين ، ومثل : حضر موت ، بلد في اليمن و «بعلبك» اسم بلد في لبنان ، مركّبة من «بعل» اسم صنم و «بك» اسم رجل اشتهر بعبادة هذا الصنم ففي كل هذه الأسماء المركّبة ، يبقى فيها الجزء الأول من الاسم على حاله من الحركة والسكون وتظهر علامات الإعراب على آخر الكلمة الثانية ، فترفع بالضمة ، وتنصب وتجر بالفتحة ، مع امتناع التنوين في حالات الإعراب الثلاث ، أي : تعرب إعراب الممنوع من الصّرف ، بشرط أن تكون مجردة من «أل» والإضافة ، مثل : «سافر أخي من بعلبكّ قاصدا بور سعيد» ، «استقل الوزير طائرة إلى نيويورك» و «بور سعيد مدينة في مصر لها مرفأ على قناة السويس». فكلمة «بعلبك» : اسم مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من
__________________
(١) من الآية ٣ من سورة النساء.