الجسم ، «أفعى» للحية ، كلّ هذه الأسماء غير ممنوعة من الصرف لأن وصفيتها طارئة ، وقد تمنع من الصرف لملاحظة الوصفية فيها : فالأجدل يلحظ فيه القوة ، لأنه مشتق من «الجدل» أي : القوة ، و «الأخيل» يلحظ فيه التلوّن ، «والأفعى» يلحظ فيها الإيذاء ، لكن من الأفضل أن تكون هذه الأسماء غير ممنوعة من الصرف لغلبة الاسميّة عليها ومثل :
كأنّ العقيليّين يوم لقيتهم |
|
فراخ القطا لاقين أجدل بازيا |
وكقول الشاعر :
ذريني وعلّمي بالأمور وشيمتي |
|
فما طائري يوما عليك بأخيلا |
وهناك ألفاظ هي أوصاف أصليّة وانتقلت الى الاسميّة الخالية من الوصفيّة والعلميّة فهي ممنوعة من الصرف بحسب أصلها ، لا بحسب اسميتها ، مثل : «أدهم» للقيد الحديديّ فهو اسم على وزن «أفعل» ممنوع من الصرف بحسب وصفيّته الأصليّة ، أي : السّواد ، ثم انتقل من الوصف حتى صار اسما للقيد ، ومثل : «أرقم» فإنه وصف للشيء المرقوم ، أي : المنقّط ، ثم صار اسما للثعبان المنقّط ، ومثل : «أسود» انتقل من وصفيته الدّالّة على اللون الى اسم للثعبان المنقّط بالأبيض والأسود ، ومثل : «أبطح» أي : مرتم على وجهه ، فترك هذه الوصفية الى أن صار اسما للمكان الواسع الذي يجري فيه الماء بين الحصى الدّقيق ، ومثل : «أبرق» صفة للشيء اللّامع البرّاق ، ثم صار اسما للأرض الخشنة المليئة بالحجارة والرّمل والطين كلّ هذه الأسماء ممنوعة من الصرف بحسب وصفيتها الأولى ولكن يجوز صرفها لزوال وصفيتها ولانتقالها الى الاسمية الطارئة ، ومن الأفضل أن تبقى ممنوعة من الصرف ، فالوصفية الأصليّة إذن تبقى ممنوعة من الصرف ، أما الوصفية الطارئة ، أو الوصفية الأصلية التي زالت بسبب الاسمية يجوز صرفها أو منعها من الصرف. فإذا كانت هذه الاسماء مما زالت عنها الوصفية وانتقلت الى العلمية تمنع من الصرف لعلّتين العلميّة ووزن الفعل ، مثل : «أبطح» علم الرجل ، «أبرق» ، «أرقم» ... أعلام ...
٣ ـ ويمنع الوصف من الصّرف إذا كان معدولا عن لفظ آخره ، أي : إذا تحوّل الاسم من حالة لفظية الى أخرى مع بقاء المعنى الأصلي بشرط ألا يكون التحويل لقلب ، أو لتخفيف ، أو لإلحاق ، أو لزيادة معنى. فليس من اللّفظ المعدول كلمة «أيس» مقلوب «يئس» ولا «فخذ» تخفيف «فخذ» ولا «كوثر» بزيادة «الواو» لإلحاق وزنه بـ «جعفر» ولا «رجيل» تصغير «رجل» ويفيد معنى : التّحقير ، إنّما يكون العدل في موضعين ، الأول : في الأعداد العشرة الأولى معدولة على وزن «فعال» أو «مفعل» ، مثل : «أحاد وموحد ، ثناء ومثنى» ، «ثلاث ومثلث» ، «رباع ومربع» ، «خماس ومخمس» ، «سداس ومسدس» ، «سباع ، ومسبع» ، «ثمان ومثمن» ، «تساع ومتسع» «عشار ومعشر» فكلّ لفظ من هذه الألفاظ معدول عن لفظ العدد الأصلي المكرر مرتين للتوكيد فكلمة «ثناء» في المثل : «قابلت الأولاد ثناء» معدولة عن العدد الأصلي المكرر للتوكيد : اثنين اثنين ، فعدلنا عن الكلمتين واستعضنا عنهما بواحدة تؤدّي معناهما ، وهي «ثناء» ومثلها «مثنّى» وهما ممنوعتان من الصرف مع أنهما غير ذلك ، والأغلب في هذه الأعداد المعدولة أن تكون حالا ، مثل : «سار الطلاب ثناء». «ثناء» حال منصوب بالفتحة ، أو