ما نجحن» ، وكقول الشاعر :
إذا لم أجد في بلدة ما أريده |
|
فعندي لأخرى عزمة وركاب |
فالضمير المتصل بالفعل «أريده» يراعي لفظ «ما». ومثلها أيضا «كل» و «بعض» ، مثل : «كل فتاة سافرت أو سافر» و «كل طالبتين حضر أو حضرتا» ومثل : «بعض الفتيات حضر أو حضرن» ، وكقول الشاعر :
وكلّ قوم لهم رأي ومختبر |
|
وليس في تغلب رأي ولا خبر |
حيث يعود الضمير في «لهم» على «قوم» فيراعى لفظ المضاف إليه. ومثلها أيضا «أيّ» ، مثل : «أي معلمة حضرت» و «أي معلمتان حضر أو حضرتا» و «أيّ المعلمات حضر أو حضرن» و «أيّ الرجال حضر أو حضروا» و «أي رجلين حضر أو حضرا».
هذا ومطابقة الضمير مع مرجعه تعود لتقدير المتكلّم ، وعلى حسب المناسبات التي تدعوه لتفضيل اللّفظ أو المعنى عند المطابقة. وإذا كان للضمير مرجعان روعي العود على الأقوى ، أي : على درجة التعريف وشهرته ، وتتدرّج المعارف وفقا لما يأتي مبتدئا بالأقوى : الضمير ثم العلم ، فإن وجد ضمير مع علم روعيت مطابقة الضمير ثم اسم الإشارة ، ثم اسم الموصول ، ثم المعرّف بـ «أل» ، ثم المضاف إلى معرفة ، ثم النكرة المقصودة ، مثل : «عليّ وأنا أكلت» وتتدرج الضمائر بحسب الأقوى أيضا ، فأقواها ضمير المتكلم ، ثم ضمير المخاطب ، ثم ضمير الغائب ، فإذا وجد ضمير الغائب مع ضمير المخاطب روعيت المطابقة مع ضمير المخاطب لأنه الأقوى ، مثل : «هو وأنت قدمت». وإذا كان المرجع لفظا مشتركا بين المذكر والمؤنث جاز تذكير الضمير العائد عليه أو تأنيثه ، مثل : «الروح علمها عند ربي» أو «الروح علمه عند ربي» فكلمة «الروح» يشترك فيها التّذكير والتّأنيث فيجوز أن يعود الضمير بالمؤنث كما في «علمها» أو بالمذكر كما في «علمه». وإذا عاد على هذا اللّفظ ضميران جاز تأنيث أحدهما وتذكير الآخر مثل : «الروح هو من أسرار الله لا تعرف حقيقتها» حيث يعود على اللفظ المشترك في التّذكير والتّأنيث «الروح» ضميران الأول منهما مذكر «هو» والثاني ضمير المفرد المؤنث هو «الهاء» المتصل بـ «حقيقتها».
وإن وقع الضمير العائد إلى مرجعه بعد «أو» التي تفيد الشك ، فالأغلب أن يكون مفردا ، مثل : «شاهدت الشمس أو القمر يضيء». فكلمة «أو» تفيد هنا الشك ، فالضمير العائد المستتر في الفعل «يضيء» مفرد مذكّر. فإن أفادت «أو» التعيين للأنواع فالأغلب المطابقة ، كقوله تعالى : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما)(١) «أو» تفيد أنواع من يكون الله أولى بهما لذلك أتى الضمير مثنى في «بهما».
عود الضمير على متقدّم
الضمائر كلّها لا تخلو من غموض ، فلا بدّ لها مما يفسّر غموضها ، فالمتكلّم والمخاطب يفسّرهما وجودهما في وقت الكلام ، أما الغائب فلا بدّ له من اسم متقدّم عليه مذكور قبله يكون مطابقا له فى الافراد والتأنيث والتّذكير والتّثنية والجمع مما يسمّى «مرجع الضّمير» ويكون تقدمه إما في اللفظ والرّتبة ، كقوله تعالى : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى
__________________
(١) من الآية ١٣٥ من سورة النساء.