مستتر تقديره : هي. يعود إلى جمع التكسير العاقل المذكر : «الرجال» ، ومثل ذلك يكون حال المرجع إذا كان جمع تكسير لغير العاقل فيكون ضميره «نون» النسوة ، أو ضمير المفرد المؤنث ، مثل : «المدن كبرت أو كبرن» فاعل «كبرت» ضمير مستتر يعود إلى «المدن» جمع تكسير لغير العاقل ، ومفرده مؤنث هو «مدينة». وفاعل «كبرن» هو نون النسوة.
ومثل ذلك : «الليالي انصرمت أو انصرمن». ويجوز أن يكون الضمير للمفرد المؤنث إذا كان جمع التكسير يدل على الكثرة ، أو أن يكون «نون» النسوة ، إذا دلّ جمع التكسير على القلّة ، مثل : «توفي والدي لأيام خلت من شهر ربيع الأول» أي : حصلت الوفاة في آخر شهر ربيع الأوّل فمضت أكثر أيّامه ، ومثل : «غادرت لبنان لأيام خلون من شهر كانون الأول» أي : في بدء شهر كانون الأول فمضت أيام قلائل منه. وإذا كان مرجع الضمير اسم جمع للمذكر جاز أن يكون ضميره «واو» الجماعة أو ضمير المفرد المذكر ، مثل : «القوم حضروا أو حضر». «القوم» اسم جمع للمذكر ، ومثله : «الرّكب» فالضمير العائد عليه هو «واو» الجماعة ، أو ضمير المفرد المذكر. ومثل : «الرّكب ظعنوا أو ظعن». وإذا كان المرجع اسم جمع للمؤنث كان ضميره نون النسوة ، مثل : «النساء حضرن والجماعة أقبلن». «النساء» اسم جمع للمؤنث ومثله «الجماعة».
فالضمير العائد عليه هو «نون النسوة». وإذا كان المرجع اسم جنس جمعي جاز أن يكون ضميره مفردا مذكرا أو مؤنثا ، كقوله تعالى : (أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ)(١) وكقوله تعالى : (أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ)(٢) وإن كان مرجع الضمير يختلف مع ما يتصل به اتصالا إعرابيا وثيقا في التّذكير والتّأنيث ، جاز تذكير الضمير أو تأنيثه مراعاة للمتقدّم أو للمتأخّر ، مثل : «السفينة هي نوع من وسائل النقل» أو هو نوع من وسائل النقل. «السفينة» : مبتدأ مرفوع. «نوع» : خبره وهو مخالف للمبتدأ في التّذكير والتأنيث لذلك يجوز في الضمير مراعاة المتقدّم «السفينة» فنقول : هي نوع ... أو مراعاة المتأخر ، فنقول هو وإذا كان مرجع الضمير هو لفظ «كم» فيجوز أن يعود الضمير إلى «كم» ، ويراعى فيه ناحيتها اللّفظية ، فيكون مفردا مذكرا كلفظها ، أو يراعى فيه ناحيتها المعنويّة ، إذا دلت على مثّنى أو جمع مؤنّث أو مذكّر ، مثل : «كم طبيب دخل إلى غرفة العمليات». الضمير العائد على «كم» والمستتر في الفعل «دخل» هو مفرد مذكر مطابق للفظ «كم» ويجوز أن تقول : «كم طبيب دخلا أو دخلوا» الضمير العائد مثنّى مستتر في الفعل «دخلا» يراعي المعنى المقصود وكذلك في «دخلوا». ومثل : كم طبيبة دخلت أو دخلتا ... أو دخلن إلى قاعة العمليات ، و «كم طبيبة دخل» حيث الضمير العائد في «دخل» مفرد مذكر يراعى لفظ «كم». ويراعى في «كلا» و «كلتا» ما يراعى في «كم» ، فتقول : «كلا الرجلين حضر أو حضرا» و «كلتا الفتاتين حضرت أو حضرتا» ، ومثلها أيضا «من» ، مثل قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ)(٣). الضمير العائد في الفعل «يقنت» يراعي لفظ «من» والضمير العائد في الفعل «تعمل» يراعي المعنى ، ومثلها أيضا ، «ما» مثل : «راقني ما نجح أو نجحت ، أو نجحوا ، أو
__________________
(١) من الآية ٢٠ من سورة القمر.
(٢) من الآية ٧ من سورة الحاقة.
(٣) الآية ٣١ من سورة الأحزاب.