فيلحقه عوارض تخصّه كما بينّا ، ولذلك يكون (٢٥٠) علم واحد يتكفّل به ، كما أن لجميع ما هو صحيّ علما واحدا.
(٨٠٥) إنهم حدّوا الممكن والممتنع والواجب بحدود أخذوا البعض منها في حد البعض ، فكان دورا ، وأولى الثلاثة بأن يتصور أولا هو الواجب ، فإن الواجب يدل على تأكّد (٢٥١) الوجود ، والوجود أعرف من العدم ، لأن الوجود يعرف بذاته ، والعدم [بوجه ما يعرف بالوجود] (٢٥٢)
(٨٠٦) الواجب الوجود هو الموجود الذي متى فرض غير موجود [لزم منه المحال ، والممكن الوجود هو الذي متى فرض غير موجود] (٢٥٣) وموجود لم يلزم منه المحال ، والواجب الوجود [هو الضروري الوجود] (٢٥٤) ، والممكن الوجود هو الذي لا ضرورة فيه بوجه ـ لا في وجوده ولا في عدمه ـ.
(٨٠٧) الامور التي تدخل في الوجود تحتمل في العقل الانقسام إلى قسمين : منها ما إذا اعتبر بذاته لم يجب وجوده ، وهذا في حيّز الإمكان.
ومنها ما إذا اعتبر بذاته وجب وجوده ، فالواجب الوجود بذاته لا علة له ، لأنه إن كان له علة في وجوده كان وجوده بها ، فلم يكن واجب الوجود بذاته ؛ والممكن الوجود باعتبار ذاته فوجوده وعدمه بعلّة ، وذلك أنه لا يخلو إما أن يكون كل واحد من الوجود والعدم يحصل له عن غيره أولا عن غيره.
__________________
(٢٥٠) لر : يكون له علم.
(٢٥١) لر : تأكيد.
(٢٥٢) لر : يعرف بوجه ما بالوجود.
(٢٥٣) ساقطة من د ، م.
(٢٥٤) ساقطة من لر.
__________________
(٨٠٥) من الشفاء : الفصل السابق ، ص ٣٥ ـ ٣٦.
(٨٠٦) راجع الشفاء : الصفحة السابقة.
(٨٠٧) ملخص من الشفاء : الإلهيات ، م ١ ، ف ٦ ، ص ٣٧ ـ ٣٩.