خطابيّ وإما جدليّ إن كان أقوى ، ولعل النفس من حيث هي مستعدة أخسّ من غيرها من حيث هي تلك بالفعل ؛ وليس يبعد أن يكون الشيء في جوهره أشرف من غيره ثم يكون بحال من أحواله أخسّ ـ سواء كان لازما أو لا حقا عرضيا ـ.
وبالجملة فإن الشيء من حيث هو مستعد إنما يشرف بما (٣٤٠) هو مستعد لأمر أخس ويغلبه باستعداده ، وأما بمقايسة (٣٤١) إلى شيء بالفعل فلعله يكون أخسّ منه من حيث لذلك (٣٤٢) كماله بالفعل ، ولهذا كماله بالقوة ـ وإن كان الكمالات (٣٤٣) والنسبة إليهما بالعكس.
(٦١١) س ـ لم يجب أن يعقل البسيط ما يلزم ذاته من مباديه ـ إن كانت له مباد ـ وأن يعقل تواليه؟
(٦١٢) ج ـ (٣٤٤) أما اللوازم فيجب أن تعلم أن بعضها لوازم من غير شرط خارجي ، وبعضها لوازم بشرط خارجي.
مثال الأول كون المثلّث المتساوي الضلعين (٣٤٥) متساوي الزاويتين ، ولعل هذا (٣٤٦) ينحصر للأشياء في حد محدود.
ومثال الثاني كون المثلث متساوي (٣٤٨) الزوايا لقائمتين ومناصف الزوايا لأربع ، [ومثلها إلى غير النهاية] (٣٤٩) ، وهذه بشرط اعتبار المعتبر ؛ وأمّا أن يكون
__________________
(٣٤٠) ع ، ه : ما.
(٣٤١) ل ، عشه ، ج ، ى : بمقايسته.
(٣٤٢) ج ، م : كذلك ، ل : اراك.
(٣٤٣) عش ، ى : الكمالان.
(٣٤٤) في ي السؤال هكذا : لم يجب في البسيط أن يكون عقلا ، وأن يعقل ذاته ، وأن يكون يعقل ما يلزم ذاته من مبادئه ... والجواب هكذا : من خطه أما أنه لم يكون البسيط المجرد عقلا ، وبأي تجريد يكون ولم يعقل ذاته ؛ فقد كتب في مباحثات الصديق ما فيه كفاية. وأما اللوازم ...
(٣٤٥) عشه : الساقين.
(٣٤٦) ل : هذه. (٣٤٨) ل : ومساوى.
(٣٤٩) ب ، م ، د ، ل : ومثالها ليست إلى غير النهاية. ل خ : مثالها الى غير النهاية.
__________________
(٦١١) راجع الشفاء : الإلهيات ، م ٨ ، ف ٨ ، ص ٣٦٢.