اتّصال بالمفارق غير محجوب ، لأن الحجاب إما لفقد الاستعداد ، وإما للعائق.
وأما الجوهر (٢٧٨) المنفعل (٢٧٩) والجوهر الفاعل فلا يقتضيان الحجب ، وإذا لم يقع عوق (٢٨٠) وقع الاتصال التام فقبل مثل نقشه.
(٦٠٢) س ـ ما معنى اكتساب الهيئة الاذعانية والاستعلائية؟ وكيف زوال الهيئات (٢٨١) الرديّة عن النفس بعد المفارقة (٢٨٢)؟ فإنه يظنّ أن بطلانها لا يكون إلا بالبدن ، كما أن حدوثها لا يكون إلا به.
ثم لا يخلو سبب عدم تلك الهيئات إما أن تكون هيئة النفس بطبيعتها أو بعض الأسباب الثابتة ، (٢٨٣) ولو كان كذلك لما احتيج إلى تزكيتها (٢٨٤) في البدن ، بل تكون كما تفارق وتتجرد تتخلص عن تلك الرداءات (٢٨٥) ، وتكون سواء وسخها و (٢٨٦) نقاؤها عند المفارقة.
وإما أن يكون سبب عدم تلك الهيئات من الأسباب المتجددة (٢٨٧) ـ كتناسخ أو تجدد حركات سمائية ؛ والتناسخ باطل ، فيجب (٢٨٨) أن يكون الشيء البريء عن المادة متأثّرا عن الحركات السمائية (٢٨٩) الجسمانيّة من غير توسط مادة.
(٦٠٣) ج ـ نجد للنفس التي لنا حالتي صعوبة مساعدة للشهوة والغضب (٢٩٠) وسهولة مساعدة ، ونجد أعمالا من الأعمال تزيد في ذلك واخرى تزيد في هذه ، ولو كانت إحداهما للنفس بذاتها (٢٩١) لزمته (٢٩٢) هي واتفقت في كل نفس ؛ فإذن هي مكتسبة ، وإنما اكتسابها بمزاولة أوهام البدن وأعماله وأفعاله.
__________________
(٢٧٨) ل : للجوهر. (٢٧٩) ج : المتعقل.
(٢٨٠) ل ، عشه : العوق. (٢٨١) ج : الهيئة.
(٢٨٢) «المفارقة» غير موجود في عشه.
(٢٨٣) عش : البائنة ، ه : الثانية. ل مهملة.
(٢٨٤) عشه : تركيبها. (٢٨٥) ع ، ه ، ل : الردات. ش : الرداءة.
(٢٨٦) عشه ، ل : أو. (٢٨٧) ل ، ع ، ج : المتحددة.
(٢٨٨) عشه : والتناسخ باطل وباطل أن يكون ..
(٢٨٩) «السمائية» ساقطة من عشه.
(٢٩٠) «والغضب» ساقطة من ج.
(٢٩١) ج : بذواتها. (٢٩٢) عشه ، ل : للزمته ، ل خ : لزمته.
__________________
(٦٠٢) راجع الشفاء : النفس ، م ٥ ، ف ٣ ، ص ١٩٧.