(٥٧٩) س ط ـ سئل عن قوله : «إن النظر في الألفاظ تدعوا إليه الضرورة». ثم قوله : «و (١٨٧) ليس للمنطقي ـ من حيث هو منطقيّ ـ شغل أوّلي بالألفاظ» فعورض بأن هذا ظاهر التناقض.
(٥٨٠) ج ط ـ الصنائع النظريّة والصنائع العملية قد يكون فيها امور يتوجه إليها القصد الأول ، ويكون [٤٧ ب] الشغل الأولي موقوفا عليها ثم يقع إلى غير ما إليه القصد الأولي ضرورة (١٨٨). مثال هذا حصول البيت ، فإنه يستدعي امورا خارجة عن الغرض للضرورة (١٨٩) ، مثل استيجار الأجير واتّخاذ آلات. (١٩٠). ومثاله في العلوم أن الغرض في تعلّم الهندسه هي الخطوط والسطوح والأشكال العقليّة الحقيقية ، ثم تقع الضرورة إلى تحييل ذلك بخطوط هي غير خطوط ، ومستقيمات هي غير مستقيمات ، ودواير هي غير دواير فينكر. هذا.
(٥٨١) أو (١٩١) أن أقرّ بأن الضرورة تدعوا إليه بجعل الداخل بالضرورة هو الذي الشغل الحقيقي به ، والغرض الأوليّ فيه ؛ وبعد هذا فقد وقع سهو من جهة اخرى ، وسببه إغفال في أمر العكس. (١٩٢)
(٥٨٢) أما السهو فأدلّ عليه ، وأما الإغفال فإذا شاء شافهته به ؛ وذلك لأنه ليس إذا كان شيئا (١٩٣) ضروريا في صناعة وجب أن يكون كل ضروري في الصناعة ذلك الشيء ، بل يجوز أن يكون المقصود في الصناعة معنى (١٩٤) أعم من ذلك الشيء ومن غيره ، ويكون هو المقصود الأولي. ثم يحوج ضرورة التفصيل إلى أن تشتغل الصناعة اشتغالا ثانيا بذلك الجزء.
(٥٨٣) وبعد هذا فتأمّل ما قلته في ذلك الكتاب ، وانظر في وجهي الضرورة
__________________
(١٨٧) الواو غير موجود فى عشه ، ل.
(١٨٨) عشه : ثم إلى غير ما إليه القصد الاولى يقع ضرورة. (١٨٩) ل : للصورة.
(١٩٠) عشه ، ل : الآلات.
(١٩١) عشه ، ل : وان.
(١٩٢) ل : في اغفال أمر العكس. ل خ : قد وقع في أمر العكس له سهو من جهة اخرى سببه إغفال في أمر العكس.
(١٩٣) كذا في النسخ والظاهر كون الصحيح : «شي».
(١٩٤) ل : أمر أعمّ.
__________________
(٥٧٩) راجع الشفاء : المدخل ، م ١ ، ف ٤ ، ص ٢٢.