عَلَى الْعِبَادِ فِي جَهْلِه(٦٤) ، وبَيْنَ مُثْبَتٍ فِي الْكِتَابِ فَرْضُه ، ومَعْلُومٍ فِي السُّنَّةِ نَسْخُه ، ووَاجِبٍ فِي السُّنَّةِ أَخْذُه ، ومُرَخَّصٍ فِي الْكِتَابِ تَرْكُه ، وبَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِه وزَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِه ، ومُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِه مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْه نِيرَانَه ، أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَه غُفْرَانَه ، وبَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاه مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاه.
ومنها في ذكر الحج
وفَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِه الْحَرَامِ ، الَّذِي جَعَلَه قِبْلَةً لِلأَنَامِ ، يَرِدُونَه وُرُودَ الأَنْعَامِ ويَأْلَهُونَ إِلَيْه وُلُوه الْحَمَامِ(٦٥) ، وجَعَلَه سُبْحَانَه عَلَامَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِه ، وإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِه ، واخْتَارَ مِنْ خَلْقِه سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْه دَعْوَتَه ، وصَدَّقُوا كَلِمَتَه ووَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِه ، وتَشَبَّهُوا بِمَلَائِكَتِه الْمُطِيفِينَ بِعَرْشِه ، يُحْرِزُونَ الأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِه ، ويَتَبَادَرُونَ عِنْدَه مَوْعِدَ مَغْفِرَتِه ، جَعَلَه سُبْحَانَه وتَعَالَى لِلإِسْلَامِ عَلَماً ، ولِلْعَائِذِينَ حَرَماً فَرَضَ حَقَّه وأَوْجَبَ حَجَّه ، وكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَه (٦٦) ، فَقَالَ سُبْحَانَه : (ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا ، ومَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ).