٢ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
بعد انصرافه من صفين
وفيها حال الناس قبل البعثة وصفة آل النبي ثم صفة قوم آخرين
أَحْمَدُه اسْتِتْمَاماً لِنِعْمَتِه واسْتِسْلَاماً لِعِزَّتِه ، واسْتِعْصَاماً مِنْ مَعْصِيَتِه ، وأَسْتَعِينُه فَاقَةً إِلَى كِفَايَتِه ، إِنَّه لَا يَضِلُّ مَنْ هَدَاه ولَا يَئِلُ (٦٧) مَنْ عَادَاه ، ولَا يَفْتَقِرُ مَنْ كَفَاه ، فَإِنَّه أَرْجَحُ مَا وُزِنَ وأَفْضَلُ مَا خُزِنَ ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَحْدَه لَا شَرِيكَ لَه ، شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا مُعْتَقَداً مُصَاصُهَا(٦٨) ، نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا ، ونَدَّخِرُهَا لأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا ، فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الإِيمَانِ وفَاتِحَةُ الإِحْسَانِ ، ومَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ ومَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ (٦٩) وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه ، أَرْسَلَه بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ والْعَلَمِ الْمَأْثُورِ ، والْكِتَابِ الْمَسْطُورِ والنُّورِ السَّاطِعِ ، والضِّيَاءِ اللَّامِعِ والأَمْرِ الصَّادِعِ ، إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ واحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ ، وتَحْذِيراً بِالآيَاتِ وتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ (٧٠) ، والنَّاسُ فِي فِتَنٍ انْجَذَمَ (٧١) فِيهَا حَبْلُ الدِّينِ ، وتَزَعْزَعَتْ سَوَارِي الْيَقِينِ (٧٢) ، واخْتَلَفَ النَّجْرُ (٧٣) وتَشَتَّتَ الأَمْرُ ، وضَاقَ الْمَخْرَجُ وعَمِيَ الْمَصْدَرُ ، فَالْهُدَى خَامِلٌ والْعَمَى شَامِلٌ ، عُصِيَ الرَّحْمَنُ ونُصِرَ الشَّيْطَانُ وخُذِلَ الإِيمَانُ ، فَانْهَارَتْ دَعَائِمُه وتَنَكَّرَتْ مَعَالِمُه ، ودَرَسَتْ (٧٤)