أَوْ غَابِرٍ عَرَّفَه مَنْ قَبْلَه عَلَى ذَلِكَ نَسَلَتِ (٥٥) الْقُرُونُ ومَضَتِ الدُّهُورُ ، وسَلَفَتِ الآبَاءُ وخَلَفَتِ الأَبْنَاءُ.
مبعث النبي
إِلَى أَنْ بَعَثَ اللَّه سُبْحَانَه مُحَمَّداً ، رَسُولَ اللَّه صلىاللهعليهوآله لإِنْجَازِ عِدَتِه (٥٦) وإِتْمَامِ نُبُوَّتِه ، مَأْخُوذاً عَلَى النَّبِيِّينَ مِيثَاقُه ، مَشْهُورَةً سِمَاتُه (٥٧) كَرِيماً مِيلَادُه ، وأَهْلُ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ ، وأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ وطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ ، بَيْنَ مُشَبِّه لِلَّه بِخَلْقِه أَوْ مُلْحِدٍ (٥٨) فِي اسْمِه ، أَوْ مُشِيرٍ إِلَى غَيْرِه ، فَهَدَاهُمْ بِه مِنَ الضَّلَالَةِ وأَنْقَذَهُمْ بِمَكَانِه مِنَ الْجَهَالَةِ ، ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَه لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآله لِقَاءَه ، ورَضِيَ لَه مَا عِنْدَه وأَكْرَمَه عَنْ دَارِ الدُّنْيَا ، ورَغِبَ بِه عَنْ مَقَامِ الْبَلْوَى ، فَقَبَضَه إِلَيْه كَرِيماً ، صلىاللهعليهوآله وخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الأَنْبِيَاءُ فِي أُمَمِهَا ، إِذْ لَمْ يَتْرُكُوهُمْ هَمَلًا بِغَيْرِ طَرِيقٍ وَاضِحٍ ولَا عَلَمٍ قَائِمٍ (٥٩) :
القرآن والأحكام الشرعية
كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ مُبَيِّناً حَلَالَه وحَرَامَه ، وفَرَائِضَه وفَضَائِلَه ونَاسِخَه ومَنْسُوخَه (٦٠) ، ورُخَصَه وعَزَائِمَه (٦١) وخَاصَّه وعَامَّه ، وعِبَرَه وأَمْثَالَه ومُرْسَلَه ومَحْدُودَه (٦٢) ، ومُحْكَمَه ومُتَشَابِهَه (٦٣) مُفَسِّراً مُجْمَلَه ومُبَيِّناً غَوَامِضَه ، بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِه ومُوَسَّعٍ