كُنْتُمَا بَايَعْتُمَانِي طَائِعَيْنِ ـ فَارْجِعَا وتُوبَا إِلَى اللَّه مِنْ قَرِيبٍ ـ وإِنْ كُنْتُمَا بَايَعْتُمَانِي كَارِهَيْنِ ـ فَقَدْ جَعَلْتُمَا لِي عَلَيْكُمَا السَّبِيلَ (٤٢٣٠) بِإِظْهَارِكُمَا الطَّاعَةَ ـ وإِسْرَارِكُمَا الْمَعْصِيَةَ ـ ولَعَمْرِي مَا كُنْتُمَا بِأَحَقِّ الْمُهَاجِرِينَ ـ بِالتَّقِيَّةِ والْكِتْمَانِ ـ وإِنَّ دَفْعَكُمَا هَذَا الأَمْرَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْخُلَا فِيه ـ كَانَ أَوْسَعَ عَلَيْكُمَا مِنْ خُرُوجِكُمَا مِنْه ـ بَعْدَ إِقْرَارِكُمَا بِه.
وقَدْ زَعَمْتُمَا أَنِّي قَتَلْتُ عُثْمَانَ ـ فَبَيْنِي وبَيْنَكُمَا مَنْ تَخَلَّفَ عَنِّي وعَنْكُمَا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ـ ثُمَّ يُلْزَمُ كُلُّ امْرِئٍ بِقَدْرِ مَا احْتَمَلَ ـ فَارْجِعَا أَيُّهَا الشَّيْخَانِ عَنْ رَأْيِكُمَا ـ فَإِنَّ الآنَ أَعْظَمَ أَمْرِكُمَا الْعَارُ ـ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَجَمَّعَ الْعَارُ والنَّارُ ـ والسَّلَامُ.
٥٥ ـ ومن كتاب له عليهالسلام
إلى معاوية
أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّه سُبْحَانَه قَدْ جَعَلَ الدُّنْيَا لِمَا بَعْدَهَا ـ وابْتَلَى فِيهَا أَهْلَهَا لِيَعْلَمَ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ـ ولَسْنَا لِلدُّنْيَا خُلِقْنَا ولَا بِالسَّعْيِ فِيهَا أُمِرْنَا ـ وإِنَّمَا وُضِعْنَا فِيهَا لِنُبْتَلَي بِهَا ـ وقَدِ ابْتَلَانِي اللَّه بِكَ وابْتَلَاكَ بِي ـ فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجَّةً عَلَى الآخَرِ ـ فَعَدَوْتَ (٤٢٣١) عَلَى الدُّنْيَا بِتَأْوِيلِ الْقُرْآنِ ـ فَطَلَبْتَنِي بِمَا لَمْ تَجْنِ يَدِي ولَا لِسَانِي ـ وعَصَيْتَه أَنْتَ وأَهْلُ الشَّامِ بِي ـ وأَلَّبَ (٤٢٣٢) عَالِمُكُمْ جَاهِلَكُمْ وقَائِمُكُمْ قَاعِدَكُمْ؛