الإِطْرَاءِ (٤٢١٤) ـ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ أَوْثَقِ فُرَصِ الشَّيْطَانِ فِي نَفْسِه ـ لِيَمْحَقَ مَا يَكُونُ مِنْ إِحْسَانِ الْمُحْسِنِينَ.
وإِيَّاكَ والْمَنَّ عَلَى رَعِيَّتِكَ بِإِحْسَانِكَ ـ أَوِ التَّزَيُّدَ (٤٢١٥) فِيمَا كَانَ مِنْ فِعْلِكَ ـ أَوْ أَنْ تَعِدَهُمْ فَتُتْبِعَ مَوْعِدَكَ بِخُلْفِكَ ـ فَإِنَّ الْمَنَّ يُبْطِلُ الإِحْسَانَ والتَّزَيُّدَ يَذْهَبُ بِنُورِ الْحَقِّ ـ والْخُلْفَ يُوجِبُ الْمَقْتَ (٤٢١٦) عِنْدَ اللَّه والنَّاسِ ـ قَالَ اللَّه تَعَالَى ـ (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ).
وإِيَّاكَ والْعَجَلَةَ بِالأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا ـ أَوِ التَّسَقُّطَ (٤٢١٧) فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا ـ أَوِ اللَّجَاجَةَ فِيهَا إِذَا تَنَكَّرَتْ (٤٢١٨) ـ أَوِ الْوَهْنَ (٤٢١٩) عَنْهَا إِذَا اسْتَوْضَحَتْ ـ فَضَعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْضِعَه وأَوْقِعْ كُلَّ أَمْرٍ مَوْقِعَه.
وإِيَّاكَ والِاسْتِئْثَارَ (٤٢٢٠) بِمَا النَّاسُ فِيه أُسْوَةٌ (٤٢٢١) ـ والتَّغَابِيَ (٤٢٢٢) عَمَّا تُعْنَى بِه مِمَّا قَدْ وَضَحَ لِلْعُيُونِ ـ فَإِنَّه مَأْخُوذٌ مِنْكَ لِغَيْرِكَ ـ وعَمَّا قَلِيلٍ تَنْكَشِفُ عَنْكَ أَغْطِيَةُ الأُمُورِ ـ ويُنْتَصَفُ مِنْكَ لِلْمَظْلُومِ ـ امْلِكْ حَمِيَّةَ أَنْفِكَ (٤٢٢٣) وسَوْرَةَ (٤٢٢٤) حَدِّكَ (٤٢٢٥) ـ وسَطْوَةَ يَدِكَ وغَرْبَ (٤٢٢٦) لِسَانِكَ ـ واحْتَرِسْ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِكَفِّ الْبَادِرَةِ (٤٢٢٧) وتَأْخِيرِ السَّطْوَةِ ـ حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُكَ فَتَمْلِكَ الِاخْتِيَارَ ـ ولَنْ تَحْكُمَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِكَ ـ حَتَّى تُكْثِرَ هُمُومَكَ بِذِكْرِ الْمَعَادِ إِلَى رَبِّكَ.