لَوْمَةُ لَائِمٍ ـ وخُضِ الْغَمَرَاتِ (٣٦٠٢) لِلْحَقِّ حَيْثُ كَانَ وتَفَقَّه فِي الدِّينِ ـ وعَوِّدْ نَفْسَكَ التَّصَبُّرَ عَلَى الْمَكْرُوه ـ ونِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُرُ فِي الْحَقِّ ـ وأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي أُمُورِكَ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ ـ فَإِنَّكَ تُلْجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ (٣٦٠٣) حَرِيزٍ (٣٦٠٤) ومَانِعٍ عَزِيزٍ ـ وأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ ـ فَإِنَّ بِيَدِه الْعَطَاءَ والْحِرْمَانَ ـ وأَكْثِرِ الِاسْتِخَارَةَ (٣٦٠٥) وتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي ـ ولَا تَذْهَبَنَّ عَنْكَ صَفْحاً (٣٦٠٦) ـ فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ ـ واعْلَمْ أَنَّه لَا خَيْرَ فِي عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ـ ولَا يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لَا يَحِقُّ (٣٦٠٧) تَعَلُّمُه.
أَيْ بُنَيَّ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنّاً (٣٦٠٨) ـ ورَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً (٣٦٠٩) ـ بَادَرْتُ بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ ـ وأَوْرَدْتُ خِصَالًا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يَعْجَلَ بِي أَجَلِي ـ دُونَ أَنْ أُفْضِيَ (٣٦١٠) إِلَيْكَ بِمَا فِي نَفْسِي ـ أَوْ أَنْ أُنْقَصَ فِي رَأْيِي كَمَا نُقِصْتُ فِي جِسْمِي ـ أَوْ يَسْبِقَنِي إِلَيْكَ بَعْضُ غَلَبَاتِ الْهَوَى وفِتَنِ الدُّنْيَا ـ فَتَكُونَ كَالصَّعْبِ (٣٦١١) النَّفُورِ (٣٦١٢) ـ وإِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالأَرْضِ الْخَالِيَةِ ـ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْه ـ فَبَادَرْتُكَ بِالأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ ـ ويَشْتَغِلَ لُبُّكَ لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ (٣٦١٣) مِنَ الأَمْرِ ـ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِ بُغْيَتَه (٣٦١٤) وتَجْرِبَتَه ـ فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ ـ وعُوفِيتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ ـ فَأَتَاكَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ كُنَّا نَأْتِيه ـ واسْتَبَانَ (٣٦١٥) لَكَ مَا رُبَّمَا أَظْلَمَ عَلَيْنَا مِنْه أَيْ بُنَيَّ إِنِّي وإِنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرْتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلِي ـ فَقَدْ نَظَرْتُ