اسْتِوَاؤُنَا فِي الْحَرْبِ والرِّجَالِ ـ فَلَسْتَ بِأَمْضَى عَلَى الشَّكِّ مِنِّي عَلَى الْيَقِينِ ـ ولَيْسَ أَهْلُ الشَّامِ بِأَحْرَصَ عَلَى الدُّنْيَا ـ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى الآخِرَةِ ـ وأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ ـ فَكَذَلِكَ نَحْنُ ولَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ ـ ولَا حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ ولَا أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ ـ ولَا الْمُهَاجِرُ (٣٤١٥) كَالطَّلِيقِ (٣٤١٦) ولَا الصَّرِيحُ (٣٤١٧) كَاللَّصِيقِ (٣٤١٨) ـ ولَا الْمُحِقُّ كَالْمُبْطِلِ ولَا الْمُؤْمِنُ كَالْمُدْغِلِ (٣٤١٩) ـ ولَبِئْسَ الْخَلْفُ خَلْفٌ يَتْبَعُ سَلَفاً هَوَى فِي نَارِ جَهَنَّمَ.
وفِي أَيْدِينَا بَعْدُ فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتِي أَذْلَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ ـ ونَعَشْنَا (٣٤٢٠) بِهَا الذَّلِيلَ ـ ولَمَّا أَدْخَلَ اللَّه الْعَرَبَ فِي دِينِه أَفْوَاجاً ـ وأَسْلَمَتْ لَه هَذِه الأُمَّةُ طَوْعاً وكَرْهاً ـ كُنْتُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الدِّينِ إِمَّا رَغْبَةً وإِمَّا رَهْبَةً ـ عَلَى حِينَ فَازَ أَهْلُ السَّبْقِ بِسَبْقِهِمْ ـ وذَهَبَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ بِفَضْلِهِمْ ـ فَلَا تَجْعَلَنَّ لِلشَّيْطَانِ فِيكَ نَصِيباً ـ ولَا عَلَى نَفْسِكَ سَبِيلًا والسَّلَامُ.
١٨ ـ ومن كتاب له عليهالسلام
إلى عبد الله بن عباس ـ وهو عامله على البصرة
واعْلَمْ أَنَّ الْبَصْرَةَ مَهْبِطُ إِبْلِيسَ ومَغْرِسُ الْفِتَنِ ـ فَحَادِثْ أَهْلَهَا بِالإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ـ واحْلُلْ عُقْدَةَ الْخَوْفِ عَنْ قُلُوبِهِمْ.