نَفَادٍ (١٣١٧) وكُلُّ مُدَّةٍ فِيهَا إِلَى انْتِهَاءٍ ـ وكُلُّ حَيٍّ فِيهَا إِلَى فَنَاءٍ ـ أَولَيْسَ لَكُمْ فِي آثَارِ الأَوَّلِينَ مُزْدَجَرٌ (١٣١٨) وفِي آبَائِكُمُ الْمَاضِينَ تَبْصِرَةٌ ومُعْتَبَرٌ ـ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ـ أَولَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضِينَ مِنْكُمْ لَا يَرْجِعُونَ ـ وإِلَى الْخَلَفِ الْبَاقِينَ لَا يَبْقَوْنَ ـ أَولَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا ـ يُصْبِحُونَ ويُمْسُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى ـ فَمَيِّتٌ يُبْكَى وآخَرُ يُعَزَّى ـ وصَرِيعٌ مُبْتَلًى وعَائِدٌ يَعُودُ ـ وآخَرُ بِنَفْسِه يَجُودُ (١٣١٩) وطَالِبٌ لِلدُّنْيَا والْمَوْتُ يَطْلُبُه ـ وغَافِلٌ ولَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْه ـ وعَلَى أَثَرِ الْمَاضِي مَا يَمْضِي الْبَاقِي!
أَلَا فَاذْكُرُوا هَاذِمَ اللَّذَّاتِ ـ ومُنَغِّصَ الشَّهَوَاتِ ـ وقَاطِعَ الأُمْنِيَاتِ ـ عِنْدَ الْمُسَاوَرَةِ (١٣٢٠) لِلأَعْمَالِ الْقَبِيحَةِ ـ واسْتَعِينُوا اللَّه عَلَى أَدَاءِ وَاجِبِ حَقِّه ـ ومَا لَا يُحْصَى مِنْ أَعْدَادِ نِعَمِه وإِحْسَانِه.
١٠٠ ـ ومن خطبة له عليهالسلام
في رسول اللَّه وأهل بيته
الْحَمْدُ لِلَّه النَّاشِرِ فِي الْخَلْقِ فَضْلَه ـ والْبَاسِطِ فِيهِمْ بِالْجُودِ يَدَه ـ نَحْمَدُه فِي جَمِيعِ أُمُورِه ـ ونَسْتَعِينُه عَلَى رِعَايَةِ حُقُوقِه ـ ونَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه غَيْرُه ـ وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه ورَسُولُه ـ أَرْسَلَه بِأَمْرِه صَادِعاً (١٣٢١) وبِذِكْرِه