والشبه
المعنويّ ، فهو في الاسم الذي يتضمّن معنى من معاني الحروف سواء أوضع لذلك المعنى
حرف ، مثل : «متى» في المثل : «متى تدرس تنجح» فإنّها شبيهة بحرف الشّرط «إن» ،
وكما في قوله تعالى : (مَتى نَصْرُ اللهِ) فإنها استفهام. واعربت «أيّ» الشّرطيّة ، في قوله تعالى
: (أَيَّمَا
الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ) والاستفهاميّة في قوله تعالى : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُ) لضعف الشّبه بما عارضه من ملازمتهما للإضافة الّتي هي
من خصائص الأسماء ، أو لو يوضع حرف لذلك المعنى ، مثل : «هنا» هو اسم إشارة للمكان
القريب وليس له حرف من معناه ولكنّه من المعاني الّتي من حقّها أن تؤدّى بالحروف
فلذلك «هنا» اسم مبنيّ لتضمنه معنى الحرف. أما «هاتان» و «هذان» فإنهما أعربتا ،
عند من يعربهما ، مع تضمّنهما معنى الإشارة لأنهما اتّصلنا بما هو من خصائص
الأسماء ، أي : بالألف والنون علامتي التّثنية. والشبه الاستعماليّ يكون في لزوم
الاسم طريقة من طرائق الحروف فينوب عن الفعل ، ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، مثل
:«هيهات» و «بخ» ، و «أوّه» بمعنى «بعد» ، و «استحسن» ، و «أتوجّع» فإنها تنوب عن
الفعل ولا يدخل عليها عامل فتتأثّر به ، وبذلك تشبه «ليت» ، و «لعلّ» بمعنى : «أتمنى»
وأترجّى ؛ أو لزوم طريقة من طرائق الحروف كأن يفتقر افتقارا متأصّلا إلى جملة مثل
: «إذ» و «حيث» والموصولات ، فإذا قلنا : «زرتك إذ» لا يتم المعنى إلّا بدخول جملة
«هطل المطر» ومنه أيضا ما لم يشبه الحرف بشيء فهو معرب ، أي : يظهر إعرابه مثل : «هذا
رجل» و «رأيت رجلا» و «مررت برجل» أو يقدّر إعرابه ، مثل : «إنّ الغنى منى الفتى»
ومثل : «سما» من «الاسم» تقول : «ما سماك» أي : ما اسمك؟ وقول الشاعر :
الله أسماك
سما مباركا
|
|
آثرك الله به
إيثاركا
|
فإن «سما» هي
لغة في الاسم من ثمان عشرة لغة مجموعة في قول الشاعر :
سماء سم واسم
سماة كذا سما
|
|
وزد سمة
واثلث أوائل كلّها
|
وجمعها شاعر
آخر بعشر لغات في قوله :
لغات الاسم
قد حواها الحصر
|
|
في بيت شعر
هو هذا الشّعر
|
اسم وحذف
همزة والقصر
|
|
مثلّثات مع
سمات عشر
|
علامات الإعراب
: هي أربعة : الرّفع وعلامته الضّمّة ، والنّصب وعلامته الفتحة ، والجرّ وعلامته
الكسرة ، والجزم وعلامته السّكون. فمنها ما هو خاص بالفعل ، ومنها ما هو خاص
بالاسم ، ومنها ما هو مشترك بين الاسم والفعل. فما هو خاصّ بالاسم هو الجرّ ، مثل
: «مررت برجل».
«رجل» : اسم
مجرور بـ «الباء» وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. وما هو خاص بالفعل هو
الجزم ، مثل : «لم يقم». «يقم» : فعل مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه السّكون
الظّاهرة على آخره ، وما هو مشترك بين الاسم والفعل هو الرّفع والنّصب ، مثل : «يشرب
زيد الدّواء» ومثل : «إنّ زيدا لن يشرب الدّواء».
وقد يكون الاسم
مجرورا باللّفظ ، وله محل
__________________