بـ «ياء» ثابتة قبلها كسرة ، مثل : قاضي. والمقصود بالياء الثّابتة التي تكون من أصل الكلمة. لذلك فإن كلمة «قلمي» ليست من المنقوص لأن «الياء» كلمة بأصلها وهي ضمير فليست من أصل الكلمة. وتحذف «ياء» المنقوص الأصلية في الاسم النّكرة غير المضاف ، المرفوع أو المجرور ، مثل : «جاء قاض» و «مررت بقاض» وتثبت هذه «الياء» في حالة النّصب ، مثل : «رأيت قاضي» كما تثبت إذا كان المنقوص معرفة ، مثل : «جاء القاضي» ، «رأيت القاضي» و «مررت بالقاضي» أي : في حالات الإعراب كلّها : رفعا ونصبا وجرّا. وتردّ «ياء» المنقوص في الاسم النّكرة إذا كان مثنى ، مثل : «جاء قاضيان» أو إذا كان مضافا ، مثل : «جاء قاضي المدينة». وكقول الشاعر :
يموت المداوي للنّفوس ولا يرى |
|
لما فيه من داء النّفوس مداويا |
حيث ثبتت «ياء» المنقوص «المداوي» لأنه معرفة مقترن بـ «أل». وقد تثبت هذه «الياء» للضّرورة الشّعرية ، كقول الشاعر :
فلو كان عبد الله مولى هجوته |
|
ولكن عبد الله مولى مواليا |
حيث أثبت «الياء» في المنقوص «موالي» مع كونه نكرة ومجرور. وهذا شاذّ.
أقسام الاسم من حيث الإعراب :
١ ـ تعريف الإعراب : هو أثر ظاهر أو مقدّر يجلبه العامل على آخر الاسم المتمكّن والفعل المضارع. وآثاره هي : الضّمّة ، والفتحة ، والكسرة الظّاهرة أو المقدّرة والإعراب لغة : هو الإبانة. يقال : أعرب الرّجل عمّا في نفسه ، إذا أبان عنه ، وفي الحديث الشّريف : «البكر تستأمر وإذنها صماتها ، والأيّم تعرب عن نفسها» أي :تبين رضاها بصريح النّطق.
أمّا الحركات التي لا تجلبها العوامل فليست إعرابا ، كقوله تعالى : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ)(١) ، وكقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ) نقلت حركة الهمزة إلى ما قبلها وأسقطت الهمزة ، وكقوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ)(٢) كسرت الدال إتباعا لحركة اللّام.
٢ ـ تعريف البناء : والبناء ضدّ الإعراب هو لزوم آخر الكلمة على حالة واحدة لفظا وتقديرا ، مثل :«جاء سيبويه» وكقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ).
٣ ـ أقسام الاسم : يقسم الاسم من حيث الإعراب إلى نوعين : معرب ، ومبني. فالمعرب هو الأصل ، ويسمّى متمكّنا ؛ والمبنيّ هو الفرع ، ويسمّى غير متمكّن.
كيف يبنى الاسم : يبنى الاسم إذا أشبه الحرف. ويكون الشّبه : وضعيا ، أو معنويّا ، أو استعماليّا. فالشبه الوضعيّ هو الذي يكون فيه الاسم على حرف واحد ، «كالتاء» في «قمت» ، فهي شبيهة بالحرف أي : بحرف الجر «الباء» أو «اللام» أو بواو العطف. أو على حرفين ، مثل «نا» في «ذهبنا». ضمير هو فاعل «ذهب» شبيه بالحرف «قد» و «بل». أمّا الاسم «أب» والاسم «أخ» فهما غير مبنيّان لأنهما غير مرتكزين على حرفين بل على ثلاثة أحرف ، إذ الأصل : أبو ، وأخو ، بدليل القول في تثنيتهما : أبوان ، وأخوان.
__________________
(١) من الآية ٧١ من سورة الإسراء.
(٢) من الآية ١ من سورة الفاتحة.