والشبه المعنويّ ، فهو في الاسم الذي يتضمّن معنى من معاني الحروف سواء أوضع لذلك المعنى حرف ، مثل : «متى» في المثل : «متى تدرس تنجح» فإنّها شبيهة بحرف الشّرط «إن» ، وكما في قوله تعالى : (مَتى نَصْرُ اللهِ)(١) فإنها استفهام. واعربت «أيّ» الشّرطيّة ، في قوله تعالى : (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ)(٢) والاستفهاميّة في قوله تعالى : (فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُ)(٣) لضعف الشّبه بما عارضه من ملازمتهما للإضافة الّتي هي من خصائص الأسماء ، أو لو يوضع حرف لذلك المعنى ، مثل : «هنا» هو اسم إشارة للمكان القريب وليس له حرف من معناه ولكنّه من المعاني الّتي من حقّها أن تؤدّى بالحروف فلذلك «هنا» اسم مبنيّ لتضمنه معنى الحرف. أما «هاتان» و «هذان» فإنهما أعربتا ، عند من يعربهما ، مع تضمّنهما معنى الإشارة لأنهما اتّصلنا بما هو من خصائص الأسماء ، أي : بالألف والنون علامتي التّثنية. والشبه الاستعماليّ يكون في لزوم الاسم طريقة من طرائق الحروف فينوب عن الفعل ، ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه ، مثل :«هيهات» و «بخ» ، و «أوّه» بمعنى «بعد» ، و «استحسن» ، و «أتوجّع» فإنها تنوب عن الفعل ولا يدخل عليها عامل فتتأثّر به ، وبذلك تشبه «ليت» ، و «لعلّ» بمعنى : «أتمنى» وأترجّى ؛ أو لزوم طريقة من طرائق الحروف كأن يفتقر افتقارا متأصّلا إلى جملة مثل : «إذ» و «حيث» والموصولات ، فإذا قلنا : «زرتك إذ» لا يتم المعنى إلّا بدخول جملة «هطل المطر» ومنه أيضا ما لم يشبه الحرف بشيء فهو معرب ، أي : يظهر إعرابه مثل : «هذا رجل» و «رأيت رجلا» و «مررت برجل» أو يقدّر إعرابه ، مثل : «إنّ الغنى منى الفتى» ومثل : «سما» من «الاسم» تقول : «ما سماك» أي : ما اسمك؟ وقول الشاعر :
الله أسماك سما مباركا |
|
آثرك الله به إيثاركا |
فإن «سما» هي لغة في الاسم من ثمان عشرة لغة مجموعة في قول الشاعر :
سماء سم واسم سماة كذا سما |
|
وزد سمة واثلث أوائل كلّها |
وجمعها شاعر آخر بعشر لغات في قوله :
لغات الاسم قد حواها الحصر |
|
في بيت شعر هو هذا الشّعر |
اسم وحذف همزة والقصر |
|
مثلّثات مع سمات عشر |
علامات الإعراب : هي أربعة : الرّفع وعلامته الضّمّة ، والنّصب وعلامته الفتحة ، والجرّ وعلامته الكسرة ، والجزم وعلامته السّكون. فمنها ما هو خاص بالفعل ، ومنها ما هو خاص بالاسم ، ومنها ما هو مشترك بين الاسم والفعل. فما هو خاصّ بالاسم هو الجرّ ، مثل : «مررت برجل».
«رجل» : اسم مجرور بـ «الباء» وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره. وما هو خاص بالفعل هو الجزم ، مثل : «لم يقم». «يقم» : فعل مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة جزمه السّكون الظّاهرة على آخره ، وما هو مشترك بين الاسم والفعل هو الرّفع والنّصب ، مثل : «يشرب زيد الدّواء» ومثل : «إنّ زيدا لن يشرب الدّواء».
وقد يكون الاسم مجرورا باللّفظ ، وله محل
__________________
(١) من الآية ٢١ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ٢٨ من سورة القصص.
(٣) من الآية ٨١ من سورة الأنعام.