والأصل : لوّى ، لكنّه همزها فقال : لوّأ ، ومنه القول : «كمشترىء بالحمد ما لا يضيره» حيث همز كلمة «كمشترىء» والأصل «كمشتري».
ومنهم من يحذفها في الرّفع والجرّ إذا كانت ظرفا وقبلها ساكن ويثبتها في النّصب ، ومنهم من يثبتها في الحالات الثلاث ، أمّا إذا كانت الهمزة متوسّطة فهي مثبتة دائما.
كتابتها : اختلف النحاة في كتابة الهمزة.
فمنهم من يرى كتابتها بحسب حركة ما قبلها ، ومنهم من يرى كتابتها بحسب حركتها ، ومنهم من يقول بإن الخط ينوب عن اللسان ، ولذلك يجب أن نترجم بالخط ما نطق به اللسان.
واختلف النّحويّون أيضا في كتابة الهمزتين المجتمعتين في معنيين ، فنطقوا قوله تعالى : (أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) بتحقيق الهمزتين وقرأ سواهم : «آنذرتهم» بالهمزة الممدودة ، وكذلك قرأوا قوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ)(٢) وكذلك نطقوا في كل ما أشبه ذلك من قوله تعالى ، وهي لغة سائرة من العرب ، وكقول الشاعر :
تطاللت فاستشرفته فعرفته |
|
فقلت له : انت زيد الأرانب |
ومثل :
خرق إذا ما القوم أجروا فكاهة |
|
تذكّر ايّاه يعنون أم قردا |
ومنهم من يخفّف الثّانية لاجتماع النّاس على بدل الثّانية في قولهم «آدم» ، «آخر» ، لأن الأصل : «أأدم» ، و «أأخر».
وإذا اجتمعت همزتان مكسورتان مثل : على البغاء إن أردن تحصّنا أو مضمومتان ، مثل : «أولياء» ، «أولئك» فتخفف الثّانية ، فتلفظ ، «على البغاء أن أردن تحصّنا» فتكون الأولى في «البغاء» بين «الهمزة» و «الياء» مكسورة وتلفظ «أولياء أولئك» ، الهمزة الأولى بين «الواو» و «الهمزة» مضمومة.
تحقيق الهمزة وتخفيفها وتحويلها : من العرب من يجري على الهمزة التّحقيق والتّخفيف ، والتّحويل ، والحذف ، ولكلّ من هذه الأمور أحكام وأمثلة خاصة منها :
أولا : تحقيق الهمزة هو أن تعطي الهمزة حقّها من الإشباع ، يقول أبو زيد الأنصاري : «إذا أردت أن تعرف إشباع الهمزة فاجعل العين في موضعها» فتقول : «قد خبأت لك» بوزن قد خبعت لك ، وتقول : «قرأت» بوزن «قرعت» و «أنا أخبأ» بوزن : «أنا أخبع» و «أنا أقرأ» بوزن : «أنا أقرع» وتقول : «يلؤم» بوزن : «يلقم» للرجل البخيل. وتقول : «أسد يزئر» مثل «يزعر» ومن التّحقيق القول : يا زيد من أنت؟ مثل : «من عنت» ومن التّحقيق قول بعض العرب : «هذه دأبة» بهمز الألف في دابّة ، و «هذه امرأة شأبة» في همز «شابّة» وذلك عند ثقل إسكان حرفين وإن كان الثاني متحرّكا ومثل :
يا عجبا! لقد رأيت عجبا |
|
حمار قبّان يسوق أرنبا |
وأمّها خاطمها أن تذهبا
فوقف على الألف مع النّبر.
ثانيا : وتخفيف الهمزة هو عدم إعطاء الهمزة حقّها من الإعراب والإشباع ، وتصرف في وجوه العربية بمنزلة سائر الحروف التي تحرّك ، فتقول : «خبات» و «قرات» في «خبأت» و «قرأت» فتجعل الهمزة «ألفا» ساكنة على سكونها في التّحقيق إذا
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ١١٦ من سورة المائدة.