باب الهمزة
ورودها : وردت الهمزة في مفاتيح السّور القرآنيّة مثل : «آلم ، المر ، المص» ، وتلفظ هذه الكلمات كما يلي : ألف ، لام ، ميم ؛ ألف ، لام ، ميم ، راء ؛ ألف ، لام ، ميم ، صاد ؛ و «الم» في قوله تعالى : (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(١) تعني حسب تفسير ابن عباس رضي الله عنه : «أنا الله أعلم» فالهمزة هي الحرف الأوّل من كلمة «أنا» ، و «اللام» هي الحرف الأول من كلمة اسم الجلالة «الله» بعد «أل» ، و «الميم» هو الحرف الأخير من كلمة «أعلم» ، وكلمة «المر» تعني : «أنا الله أرى» و «المص» تعني : «أنا الله أفصل». قال بعض النحويّين موضع هذه المفاتيح رفع بما بعدها. فـ «الم» كلمة تقع مبتدأ خبره «ذلك الكتاب» وتقدير الكلام : حروف المعجم ذلك الكتاب ؛ أو هي خبر لمبتدأ محذوف ، ويجوز أن تكون «الم» مفعولا به لفعل محذوف تقديره : «اتل» ؛ أو هي مفعول به لفعل قسم محذوف تقديره : «أقسم».
والهمزة هي أوّل الحروف الهجائيّة في التّرتيب الهجائي على النّهج الألفبائيّ والأبجديّ ، وهي صوت مخرجه من الحنجرة ، لا يوصف بالجهر ولا بالهمس. يقول الأزهري : اعلم أنّ الهمزة لا هجاء لها ، إنّما تكتب مرّة «ألفا» ، ومرّة «ياء» ومرّة «واوا» ، والألف الليّنة لا حرف لها ، إنّما هي جزء من مدّة بعد فتحة.
والحروف الهجائيّة ثمانية وعشرون حرفا ومع الهمزة يصبح العدد تسعة وعشرين حرفا.
والهمزة كالحرف الصّحيح غير أنّ لها حالات تكون فيها حرف علّة فتقلب «ألفا» أو «واوا» أو «ياء». فتلحق بالحرف المعتلّ وتصير بذلك حروف العلّة أربعة : الهمزة ، الألف ، الواو ، الياء. ولها ألقاب منها : همزة التأنيث مثل : «حمراء» ، «نفساء» ، «عشراء» ، «الخنساء» ...
ومنها : الهمزة الأصليّة في آخر الكلمة مثل : «الجفاء» ، «البواء» ، «الوطاء» ، «الطواء» ، «الوحاء» ، «الباء» ، «الدّاء» «الإيطاء» ، ومنها الهمزة الأصليّة الظّاهرة مثل : «الخبء» ، «الدفء» ، «الكفء» ، «العبء» وقد تجتمع همزتان في كلمة واحدة مثل : «الرّئاء» ، «الحاوئاء» ، ولا يجوز همز «ياء» كلمة «الضياء» والمدّة الأخيرة هي همزة أصليّة من «ضاء ، يضوء ، ضوءا» ومنهم من يهمز ما ليس بمهموز مثل قول أبي العباس أحمد بن يحيى :
وكنت أرجّي بئر نعمان حائرا |
|
فلوّأ بالعينين والأنف حائر |
__________________
(١) من الآية ١ من سورة البقرة.