ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(١) وكقوله تعالى : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)(٢) حيث دخلت «من» أداة الشّرط على الفعل «يتوكّل». ومثل : «هلّا أكرمت رفيقك». «هلّا» : أداة تحضيض دخلت على الفعل أكرمت ومثل :
ألا أيهذا المنزل الدّارس الذي |
|
كأنّك لم يعهد بك الحيّ عاهد |
واصطلاحا أيضا : أن يزاد على الجار والمجرور معنى جديد يتّصل بهما ، مثل : «سرق من بيت مهجور». أو أن يزاد على معنى المصدر معنى يجعله مفيدا كاختصاصه بالوصف مثل : «احتفل احتفال عظيم» أو بالإضافة ، مثل : «مشيت ليلا مشية الخائفين» ، أو ببيان العدد ، مثل : «نظر في الأمر نظرتان» «نظرتان» تدلّ على العدد.
واصطلاحا أيضا : هو أن يزاد على الظّرف معنى جديد بحيث يزال إبهامه ، مثل الاختصاص بالوصف ، مثل : «مضى يوم جميل» أو بالإضافة ، مثل : «سهرنا ليلة القدر حتى الصباح» أو بالعلميّة ، مثل : «صمت شهر رمضان».
واصطلاحا : أيضا هو تعلّق النّعت بالمنعوت.
كقوله تعالى : (كَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ)(٣) وله تسمية أخرى : اختصاص النّاعت.
واصطلاحا أيضا : من معاني «اللّام» حرف الجرّ ، فيفيد تخصيص شيء لآخر ، كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(٤) و «إلى» ، كقوله تعالى : (وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ)(٥).
أركانه : للاختصاص ثلاثة أركان : المختص الاسم الواقع بعد الضّمير ، والضّمير الخاص بالمتكلّم والفعل المحذوف تقديره : «أخصّ» ، أو «أعني» ...
الغرض منه :
١ ـ الفخر ، مثل : «نحن العرب نحمل مشعل العلم والهداية».
٢ ـ التّواضع ، مثل : «أنا المسكين أرعى الحمى»
٣ ـ توضيح ما يتضمّنه الضّمير من جنس ، أو نوع ، أو عدد ، مثل : «نحن البشر نخطىء ونصيب» ومثل : «نحن المتعلّمين قدوة للأجيال القادمة» ومثل : «نحن الثلاثة نخدم وطننا».
حكم الاسم بعد الضمير : يجب نصب الاسم الواقع بعد ضمير المخاطب أو المتكلم سواء أكان هذا الاسم مضافا مثل : «أنا طالب العلم لا أتأخّر عن مذاكرة أمثولاتي» ، حيث أتى الاسم بعد ضمير المتكلّم مضافا وهو «طالب العلم» وهو مفعول به منصوب ، وهو مضاف. «العلم» : مضاف إليه أو غير مضاف مثل : «أنت المحسن لا تتوان عن الإحسان» حيث أتى الاسم الواقع بعد ضمير الاختصاص منصوبا على أنه مفعول به لفعل محذوف وهو كلمة «المحسن» بدون أن يضاف.
أمّا إذا كان الاسم الواقع بعد الضّمير هو لفظة «أي» أو «أيّة» وجب بناؤه على الضّم في محلّ نصب مفعول به للفعل المحذوف ، مثل : «نحن أيّها الصّديقان نقضي اللّيل ساهرين» ومثل : «أنا أيتها الطالبة حريص على شؤوني المدرسيّة» حيث ورد الاسم بعد ضمير الاختصاص هو «أيّها» بعد «نحن» في المثل الأول ، و «أيّتها» بعد «أنا» في الثّاني ، وكلاهما اسم مبنيّ على الضّمّ في محل
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة الانفطار.
(٢) من الآية ٣ من سورة الطّلاق.
(٣) من الآية ١٦ من سورة الحج.
(٤) من الآية ٤ من سورة الروم.
(٥) من الآية ٨٧ من سورة النحل.