المتكلم «فاعل» للمصدر والثاني هو «كاف» الخطاب في محل نصب مفعول به للمصدر ، والتقدير : إكرامي إيّاك ، ومثل : «أنا المكرمك» أي المكرم إيّاك ، حيث اتصل ضمير المخاطب المنصوب باسم الفاعل «المكرم» لأنه مفعول به لاسم الفاعل لا مضاف إليه ، أما إذا قلنا : «أنا مكرمك» فالكاف في محل جر بالإضافة لأن اسم الفاعل «مكرم» غير مقترن بـ «أل». ويجب الفصل إن نوّن اسم الفاعل فتقول : «أنا مكرم إياه» فالضمير المنفصل «إياه» في محل نصب مفعول به ، وكقول الشاعر :
لئن كان حبّك لي كاذبا |
|
لقد كان حبّيك حقا يقينا |
حيث اتصل الضمير الثاني لأن عامله اسم ، فالضمير الأول هو «ياء» المتكلم فاعل «حبّي» والضمير الثاني «كاف» المخاطب مفعول به للمصدر «حبّي».
٣ ـ إذا اجتمع ضميران الأول للنصب والثاني للرفع وجب فصل المرفوع المحصور بـ «إلّا» مثل :«ما احترمك إلا أنا» الضمير المنفصل هو ضمير الرفع «أنا» المحصور بـ «إلا».
٤ ـ إذا كان العامل فعلا ناسخا هو «كان» أو أخواتها ، والضمير الثاني المنصوب خبره فيجوز الوجهان ، مثل : «إن يكنه فلن تسلّط عليه» فقد اتصل الضمير «الهاء» بالفعل «يكن» وهو خبره.
ويجوز أن يفصل عن «كان» ، كقول الشاعر :
لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا |
|
عن العهد والانسان قد يتغيّر |
حيث ورد الضمير «إياه» في محل نصب خبر «كان» منفصلا.
٥ ـ ويتحتّم الفصل في الضرورة الشعرية ، كقول الشاعر :
وما أصاحب من قوم فأذكرهم |
|
إلّا يزيدهم حبا إليّ هم |
ففي هذا البيت رأيان مختلفان : الأول أن يكون فاعل «يزيد» ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره «هو» والتقدير : إلا يزيدهم تذكري لهم حبا والضمير البارز المرفوع هو توكيد للضمير المستتر ، والثاني هو أن الضّمير المرفوع «هم» في آخر البيت فصل عن الفعل «يزيد» والقياس والمعنى أن يكون متصلا والتقدير : إلا يزيدونهم حبا إليّ. وذلك الفصل ما هو إلا للضرورة الشعرية.
٦ ـ ويتقدم الضمير المنفصل على عامله بداع بلاغيّ ، أما الضّمير المتصل فلا يتقدّم بنفسه على عامله لذلك يتوجّب أن يحلّ محلّه ضمير منفصل بمعناه وحكمه ، مثل : «يا الله نحن نعبدك ونسبّحك» نقول ، بعد فصل الضمير المنصوب «الكاف» ووضع ضمير منفصل مكانه وحكمه : «يا الله إيّاك نعبد وإياك نسبّح ...» ، وكقوله تعالى : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(١).
٧ ـ وينفصل الضمير ، بداعي الرّغبة ، بكلمة «إلّا» ، كقوله تعالى : (أَمَرَ) أن لا (تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)(٢) أو بكلمة «إنما» ، كقول الشاعر :
أنا الذّائد الحامي الذّمار وإنّما |
|
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي |
في الآية انفصل الضمير «إياه» لأنه محصور بـ «إلا» وفي البيت لأنه محصور بـ «إنّما».
٨ ـ ويفصل الضمير ، إذا كان عامله اللفظي محذوفا كما في باب التحذير ، مثل : «إياك
__________________
(١) من الآية ٥ من سورة الفاتحة.
(٢) من الآية ٤٠ من سورة يوسف.