الذي سواك» وهذا دليل على أن «سوى» من الظروف اللّازمة المتصرّفة.
سوف
حرف استقبال يدخل على الفعل المضارع فقط ، وهي مثل «السين» لكنّها أطول زمانا ، ولا تفصل عن المضارع ، فلا تقول : «سوف لا يفعل» بل تقول : «لن يفعل» ويعربه النحاة حرف تسويف مبنيّ على الفتح لا محل له من الإعراب فهو لا يعمل بما بعده ولا هو معمول لما قبله.
وقد يفصل بينه وبين المضارع اسم منصوب على أنه مفعول به مقدّم على المضارع الذي يتصل بضمير يعود الى هذا الاسم ، مثل : «سوف زيدا أضربه» فيكون اسم «زيدا» مفعولا به لفعل محذوف يفسره الفعل الظّاهر. وقد انشعل الفعل عنه بضميره ، أي بسببيّ له والتقدير «سوف أضرب زيدا أضربه» ولا يجوز أن تقول : «سوف زيدا أضرب» لأن «سوف» لا تدخل إلا على الأفعال.
وقد يدخل عليها «اللّام» وهذا ما يميّزها من «السّين» ، كقوله تعالى : (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)(١) وقد يفصل بينها وبين المضارع فعل ملغى ، مثل :
وما أدري وسوف إخال أدري |
|
أقوم آل حصن أم نساء |
ففي الآية الكريمة تعتبر اللام داخلة على الفعل «يعطيك» لا على الحرف «سوف» وفي البيت الفعل «إخال» من أفعال القلوب هو ملغى أي ، لم ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر.
قال ابن جني : «سوف» هو حرف واشتقّوا منه فعلا ، فقالوا : سوّفث الرجل تسويفا ، كقول الشاعر :
لو ساوفتنا بسوف من تجنّبها |
|
سوف العيوف لراح الرّكب قد قنعوا |
وفيه كلمة «سوف» الثانية مفعول مطلق محذوف الزيادة والأصل تسويف.
وفي «سوف» لغات كثيرة منها : «سو يكون» بحذف لامها. «وسا يكون» بحذف اللام وإبدال العين «ألفا» للتخفيف ، «وسف يكون» بحذف عينها. والسّوف : الصّبر وإنه لمسوّف أي :صبور. كقول الشاعر :
هذا وربّ مسوّفين صبحتهم |
|
من خمر بابل لذّة للشّارب |
وتقول : فلان يقتات السّوف ، أي : يعيش بالأماني ، والتّسويف : المطل.
سيّ
لغة : السيّ : المثل ، والمثّنى ، سيّان. أي :مثلان ، والجمع أسواء تقول : ما هنّ لك بأسواء ، أي : بمثل ولا أمثال ، وتقول : «مكان سيّ» ، أي : مستو.
واصطلاحا : قد يستغنى بالتّثنية عن الإضافة ، واستغنوا بتثنية «سي» عن تثنية «سواء» فلم يقولوا «سواءان» إلا شذوذا ، كما في قول الشاعر :
فيا ربّ إن لم تقسم الحبّ بيننا |
|
سواءين فاجعلني على حبّها جلدا |
و «سيّ» جزء من «ولا سيّما».
سيّما
تتألّف «ولا سيما» من «الواو» الاعتراضيّة ، ومن «لا» النافية للجنس ، ومن «سيّ» اسم «لا» ، ومن «ما» التي قد تكون بمعنى اسم الموصول ، أو بمعنى النّكرة التّامّة ، أو زائدة ، وقد تحذف منها
__________________
(١) من الآية ٥ من سورة الضّحى.