وتقع «سواء» خبرا للناسخ ، كقوله تعالى السابق : (لَيْسُوا سَواءً ...) «سواء» : خبر «ليس» منصوب.
وإذا وقعت بعد «سواء» همزة التّسوية فلا بدّ من «أم» بعدها التي تفصل بين كلمتين ، وتكون الكلمتان اسمين ، مثل : «سواء عليّ أسمير جاء أو زيد» أو فعلين ، مثل : «سواء علي أأكلت أم ذهبت» ، وكقوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)(١) وتكون همزة التسوية مع ما بعدها مؤوّلة بمصدر يقع مبتدأ وتقديره :«إنذارك وعدمه سواء» وخبره كلمة : «سواء» تقدم على المبتدأ.
وإذا كان بعدها فلان بغير همزة التّسوية عطف الثاني بـ «أو» مثل : «سواء عليّ قمت أو قعدت» وإذا كان بعدها مصدران ، عطف الثاني على الأول «بأو» أو بالواو ، مثل : «سواء عليّ قيامك أو قعودك» أو قيامك وقعودك.
السّوابق
لغة : السّبق : القدمة في الجري وفي كل شيء. تقول : له في كلّ أمر سبقة وسابقة وسبق ، والجمع أسباق وسوابق ، والسّبق : مصدر «سبق» تقول : سبقه يسبقه ويسبقه سبقا : تقدّمه.
واصطلاحا : التصدير : هو الزّيادة في أوّل الكلمة ، والحروف المزيدة في أوّل الكلمة تسمّى «السّوابق» ، مثل : «تكرّم» ، «انكسر» ، «أكرم» ، وقد يكون معنى السّوابق في الاصطلاح الأدوات التي لها حق الصّدارة كأسماء الشرط والاستفهام وكم الخبرية وكم الاستفهاميّة وما التعجبيّة مثل : «من يتّق الله فهو حسبه» «من» اسم شرط. ومثل قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٢) ومثل قوله تعالى : (كَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً)(٣) «كم» الخبريّة ، ومثل : «كم كتابا قرأت؟» «كم» الاستفهاميّة. ومثل : «ما أجمل الرّبيع» «ما» التعجّبيّة.
سوى
سوى من الظروف المكانيّة الملازمة للإضافة ، ولا تخرج عن الظرفيّة إلّا في الشعر عند رأي بعض النحويين ، كقول الشاعر :
ولم يبق سوى العدوا |
|
ن دنّاهم كما دانوا |
حيث وردت «سوى» فاعل «يبق» وقد خرجت عن الظرفيّة.
و «سوى» مثل «غير» هما أداتان اسمان للاستثناء ، تقول : «جاء سوى زيد» وتكون «سوى» فاعل جاء. وتكون أيضا مفعولا به مثل : «رأيت سواك» كما تقع في محل جرّ ، تقول : «مررت بسواك» «سوى» اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدّرة على الألف للتعذّر. وهو مضاف «والكاف» في محل جر بالإضافة. «والسويّة» وجمعها «سوايا» والمؤنّث السّوي ، تقول : هم على سويّة في هذا الأمر ، أي مستويان ، «والسيّ» جمعها أسواء ومعناها : المساوي أو المثل ، يقال : «هما سيّان» : أي : مثلان ، في المؤنّث يقال : ما هي بسيّ لك» وما هنّ لك بأسواء. أي : بمثل.
وقد تقع «سوى» صلة الموصول فتقول : «رأيت
__________________
(١) من الآية ٦ من سورة البقرة.
(٢) من الآية ١١ من سورة الحديد.
(٣) من الآية ٢٦ من سورة النّجم.