وبالألف واللّام ، وضعه النحويون للتّدريب في الأحكام النحويّة ، مثل : «الكتاب مفيد» تقول في الإخبار عن الكتاب : «الذي هو مفيد الكتاب» الذي اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. «هو» : ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ ثان. «مفيد» : خبره. والجملة من المبتدأ وخبره لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. «الكتاب» : خبر المبتدأ. وللوصول إلى الطريقة المثلى في السبك يجب أن تلجأ إلى حقيقتين :
الحقيقة الأولى : إذا أريد الإخبار عن «العلم» في القول «العلم نافع» بالذي ، يجب أن نقوم بما يلي : أولا : أن نأتي باسم موصول مطابق لكلمة «العلم» في الإفراد والتذكير وهو «الذي» ونبدأ به الجملة. ثانيا : أن نؤخر كلمة العلم إلى آخر الكلام لتكون خبر المبتدأ الذي هو اسم الموصول الذي اخترناه ، ثالثا : أن نجعل له في مكانه ضميرا مطابقا له في معناه واعرابه وهذا الضمير المطابق «هو» وإعرابه في مثله مبتدأ. فيصير الإخبار عن كلمة العلم بالقول : «الذي هو مفيد العلم» وكذلك تقول في مثل : «أوصلت من معلّميك الى الطلاب جوائز» فإذا أردت أن تخبر عن «التاء» بالذي فتقول : «الذي أوصل من معلميك الى الطلاب جوائز أنا».
وإذا أردت الاخبار عن «معلميك» ، تقول :«اللّذان أوصلت منهما الى الطلاب جوائز معلماك» وإذا أردت الإخبار عن «الطلاب» ، تقول : «الذين أوصلت من معلميك إليهم جوائز الطلاب» وإذا أردت الإخبار عن «جوائز» تقول :«التي أوصلتها من معلميك الى الطلاب جوائز» في هذه الحالة الأخيرة اضطررنا الى تقدير الضمير واتصاله بالفعل ، لأنه إذا أمكن وصله بالفعل لا يجوز فيه الفصل ، وحينئذ يجوز حذفه ، لأنه عائد متصل منصوب على أنه مفعول به للفعل ، واسم الموصول المبدوء به يكون هو المخبر عنه.
الحقيقة الثانية : إذا أردت الإخبار «بالذي» أو بأحد فروعه ، يشترط للمخبر عنه أحكام مختلفة منها :
١ ـ أن يكون قابلا للتأخير ، فلا يخبر عن اسم الاستفهام «أيّهم» في قولك : «أيّهم ناجح» ، لأنه لا يجوز القول : الذي هو ناجح أيّهم؟ لأن اسم الاستفهام «أيّهم» له حق الصّدارة. وأجاز بعضهم تصديره قبل اسم الموصول فقالوا : «أيّهم الذي هو ناجح» فجعلوا «أيّهم» خبرا مقدّما ، «الذي» مبتدأ مؤخّرا ومنهم من جعل «أيّهم» مبتدأ و «الذي» خبره. ولا يخبر كذلك عن جميع أسماء الاستفهام ، وأسماء الشرط ، وكم الخبرية ، وما التعجبيّة ، وضمير الشأن.
٢ ـ أن يكون قابلا للتعريف ، فلا يخبر عن الحال أو التمييز ، لأنهما نكرتان فإذا أردنا الإخبار بـ «ضاحكا» من قولك : «أقبل المعلم ضاحكا» لقلنا «الذي أقبل المعلم إيّاه ضاحك» وبذلك يكون اضمير «إياه» في محل نصب حال وهذا لا يجوز لأن الضمير معرفة دائما ، والحال لا يكون إلّا نكرة. وكذلك القول في «اشتريت ساعة ذهبا» فتخبر عن «الذهب» بقولك : «الذي اشتريته ساعة ذهب» فيكون الضمير قد حل محل «ذهبا» في الإعراب أي : منصوب على التمييز وهذا لا يجوز لأن الضمير معرفة والتّمييز لا يكون إلا نكرة.
٣ ـ أن يكون قابلا للاستغناء عنه بالأجنبي ، ففي مثل : «الطعام أكلته» لا نستطيع أن نخبر عن «الهاء» لأنها لا يستغنى عنها بأجنبي ، مثل تفاح.