أو خبر ، لأننا إذا أردنا الإخبار عن «الهاء» قلنا :«الذي الطعام أكلته هو» فالضمير المنفصل «هو» الذي كان متصلا بالفعل قبل الإخبار فوجب أن يتأخر ليكون خبرا للمبتدأ «الذي». والضمير المتصل ، الذي حلّ محل المخبر عنه الذي كان متصلا فانفصل وتأخر ليكون خبرا ، إذا قدّرناه رابطا للخبر بالمبتدأ بقي اسم الموصول بلا عائد ، وإن قدّرناه عائدا على اسم الموصول بقي الخبر بلا رابط يربطه بالمبتدأ.
٤ ـ أن يكون قابلا للاستغناء عنه بالضمير ، فلا يجوز الإخبار عن الاسم المجرور بـ «حتى» أو «مذ» لأنها لا تجر إلا الاسم الظاهر ، والإخبار يستلزم إقامة الضمير في محل المخبر عنه. ففي مثل : «أفرح أبي وصل من أخي الصغير» فيجوز الإخبار عن «ياء» المتكلم فقط دون غيرها فتقول :«الذي أفرح أباه وصل من أخي الصغير أنا». ولا يجوز الاخبار عن «الوصل» لأن الضمير لا يتعلق به جار ومجرور ، أي : لأن الجار والمجرور «من أخي» متعلقان بـ «وصل» وإذا حلّ محلها ضمير وجب تعلق الجار والمجرور بالضمير وهذا لا يجوز ولا يجوز الإخبار عن «أخي الصغير» لأن الضمير لا يوصف ولا يوصف به ، أما إذا أردنا الإخبار عن المضاف والمضاف إليه معا ، لجاز ذلك فنقول : «الذي أفرحه وصل من أخي الصغير أبي» ، أو لو أردت الإخبار عن الموصوف وصفته لجاز أيضا فتقول : «الذي أفرح أبي وصل منه أخي الصغير».
٥ ـ جواز مجيئه في الإثبات فلو أخبرنا عن «أحد» في مثل : «ما نجح أحد» لقلنا : «الذي ما نجح أحد» فكلمة «أحد» معناها الأصلي النفي ، فوقعت في الإيجاب.
٦ ـ يجب أن يقع المخبر عنه في جملة خبريّة فلا نستطيع الإخبار عن الاسم في مثل : «أخبر زيدا» ، لأن الأمر «أخبر» هو من الطلب ، والطّلب لا يقع صلة.
٧ ـ أن لا يكون المخبر عنه واقعا في إحدى جملتين مستقلّتين ، فلا نستطيع الإخبار عن «زيد» ، في مثل : «جاء زيد وذهب سمير» ولكن يجوز الإخبار عن زيد في مثل : «إن جاء زيد ذهب سمير».
الأخبار بالألف واللام : إذا أردنا الإخبار بالألف واللّام يشترط في ذلك عشرة أحكام ، سبعة منها هي التي سبقت مع الإخبار بالذي ، والثلاثة الباقية هي :
١ ـ أن يكون المخبر عنه في جملة فعلية فلا يخبر بـ «أل» في مثل : «أبوك عطوف» عن كلمة «أب» لأنها وقعت في جملة اسميّة.
٢ ـ أن يكون المخبر عنه في جملة فعلها متصرّف ، فلا تخبر عن كلمة «أبوك» في الجملة :«عسى أبوك أن يكون عطوفا». لأن «عسى» فعل جامد.
٣ ـ أن يكون المخبر عنه مقدّما فلا تخبر عن كلمة «أبوك» في الجملة : «ما زال أبوك عطوفا».
لأن كلمة «أبوك» غير متقدّمة أي : لا تقع مبتدأ ويخبر عن الفاعل بـ «أل» في مثل : «أفرح الله المجتهد» فتقول : «المفرح المجتهد الله» ويخبر عن المفعول به بـ «أل» في مثل : «أفرح الله المجتهد» ، فتقول : «المفرحه الله المجتهد» إذ لا يجوز أن نحذف الهاء ؛ لأن العائد الى الألف واللام لا يحذف إلا في الضرورة الشعرية مثل :
ما المستفزّ الهوى محمود عاقبة |
|
ولو أتيح صفو بلا كدر |
حيث حذف العائد الى الألف واللام بالرغم