الكلمات المعربة مثل : «جاء ولد الجيران» و «الولد يحبّ اللّعب» والرّفع في رأي البصريين هو أحد ألقاب الإعراب ، وفي رأي الكوفيين هو عام للإعراب والبناء. قال الزّجّاجي : إنّهم نسبوا الرّفع إلى حركة الرّفع ، لأنّ المتكلّم بالكلمة المضمومة يرفع حنكه الأسفل إلى الأعلى ، ويجمع بين شفتيه ؛ وأراد بعض النحويين بالرّفع رفع الاسم مع تنوينه ، مثل : «جاء ولد» وهذا ما يسمّى عندهم : الرفع بالنّون ، وقد يراد به : الضّمة التي تظهر على آخر الكلمات المبنيّة ، مثل : «لله الأمر من قبل ومن بعد» «قبل» و «بعد» كل منهما ظرف مبنيّ على الضم في محل جرّ بـ «من».
الرفع بالتّبعيّة
يراد به تتابع كلمتين تكون الثانية منهما مرفوعة تبعا للأولى في حالة الرّفع لأنها نعت للأولى ، أو توكيد لها ، أو عطف عليها ، أو بدل منها ، كقوله تعالى : (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ)(١) «عظيم» : الكلمة الثانية مرفوعة لأنها نعت للكلمة الأولى «نبأ» الواقعة خبرا للمبتدأ ، ومثل : «الله ربّ العالمين قادر على إنصاف المظلومين» ؛ «ربّ» : الكلمة الثانية مرفوعة لأنها تدل على الكلمة الأولى اسم الجلالة الواقعة مبتدأ مرفوعا ، وكقوله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ)(٢) «شهيق» مرفوعة لأنها معطوفة على «زفير» الواقعة مبتدأ مرفوع وكقول الشاعر :
فداك حيّ خولان |
|
جميعهم وهمدان |
فكلمة «جميعهم» توكيد مرفوع لخبر المبتدأ المرفوع «حيّ».
الرّفع بالصّفة
اصطلاحا : رفع المبتدأ بالخبر شبه الجملة ، لأنهم يطلقون على الجار والمجرور والظرف اسم «الصّفة». ولهذا يسمّى الرفع بالصّفة ، كما تسمى الضّمّة ، علامة الرفع ، «الرّفعة» مثل : «الولد في الملعب» «الولد» : مبتدأ مرفوع «في الملعب» شبه جملة جار ومجرور خبر المبتدأ.
الرّفع بالنّون
اصطلاحا : هو رفع الاسم مع تنوينه ، مثل :«أعجبني كتاب». «كتاب» : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمتان الظّاهرتان على آخره.
الرّفع على التّكرير
اصطلاحا : يراد به تقدير مبتدأ للخبر الثّاني عند تعدّد الخبر ، مثل : «الولد عاقل مجتهد» فكلمة «مجتهد» مرفوعة على التكرير أي : على تقدير تكرير المبتدأ ، كأننا نقول : «الولد عاقل الولد مجتهد» و «مجتهد» في الأصل : خبر ثان للمبتدأ «الولد».
الرّفع على المدح
اصطلاحا : يراد به رفع الاسم على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، إذا كان سياق الكلام يقتضي المدح ، كقول الشاعر :
وتضحي فتيت المسك فوق فراشها |
|
نؤوم الضّحى لم تنتطق عن تفضّل |
فكلمة «نؤوم» هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره : «هي» والمفهوم من سياق الكلام مدح العشيقة التي هي مخدومة منعّمة تخدم ولا تخدم ، ولها من يكفيها أمورها ولها من يخدمها. وكلمة
__________________
(١) من الآية ٦٧ من سورة ص.
(٢) من الآية ١٠٧ من سورة هود.