الرّابط
الرابط في اللغة اسم فاعل من ربط بمعنى شدّ.
واصطلاحا : يراد به ما يربط بين اسم أو جملة واسم متقدّم ليكتمل بناء الجملة ، ومواضع الرّبط كثيرة ومتنوّعة ، نذكر منها :
أولا : الجملة ، اسمية أو فعليّة ، الواقعة خبرا لمبتدأ تحتاج الى رابط يربطها بالمبتدأ ، وهذا الرّابط يكون :
أـ ضميرا بارزا يعود على المبتدأ ويطابقه في الإفراد والتثنية والجمع ، والتذكير والتأنيث ، مثل :«الإحسان ثوابه عظيم». جملة «ثوابه عظيم» : هي خبر المبتدأ «الإحسان» ومثل : «الإحسان يسعد صاحبه» وجملة «يسعد صاحبه» واقعة خبرا للمبتدأ «الإحسان» وهي جملة فعليّة مرتبطة بالمبتدأ بالضمير البارز المتصل بكلمة «صاحبه».
ب ـ اسم إشارة يدلّ على المبتدأ ، كقوله تعالى : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) «لباس» :مبتدأ مرفوع والجملة المؤلفة من المبتدأ اسم الإشارة «ذلك» وخبره «خير» هي خبر المبتدأ ، والرابط هو اسم الإشارة «ذلك».
ج ـ باعادة المبتدأ نفسه ، كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ)(١) «الحاقة» : الأولى مبتدأ أول مرفوع ، «ما» : اسم استفهام مبني على السّكون في محل رفع خبر مبتدأ مقدّم ، «الحاقة» الثانية مبتدأ مؤخّر ، والجملة في المبتدأ وخبره في محل رفع خبر للمبتدأ الأوّل ، والرّابط بين الخبر والمبتدأ هو لفظ المبتدأ الحاقة.
د ـ جملة خبريّة فيها عموم يدخل فيه المبتدأ مثل : «هند نعم الفتاة» «هند» مبتدأ مرفوع. «نعم الفتاة» جملة فعليّة من فعل وفاعل هي خبر المبتدأ والرابط هو العموم.
ثانيا : الجملة الواقعة وصفا لكلمة سابقة عليها ولا يربطها بموصوفها إلا الضمير إمّا مذكورا أو مقدّرا ، كقوله تعالى : (حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ)(٢) فجملة «نقرؤه» في محلّ نصب نعت «كتابا» ومرتبطة بالموصوف بالضمير الظّاهر في الفعل «نقرؤه» وكقوله تعالى : (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(٣) والتقدير : لا تجزي فيه نفس عن نفس ؛ حيث اتصلت الجملة الواقعة صفة للكلمة «يوما» وهي جملة «لا تجزي» بموصوفها ، برابط مقدّر ، والتقدير : لا تجزي فيه نفس ...
ثالثا : جملة صلة الموصول الاسمي تحتاج الى رابط يربطها بما قبلها ، كقوله تعالى : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)(٤) فالجملة الواقعة صلة الموصول هي جملة «سخروا منهم» تتضمّن ضميرا يعود على ما قبله وهذا الضمير هو الرّابط الموجود في كلمة «منهم».
رابعا : الجملة الواقعة حالا والرّابط يكون إما «الواو» ، كقوله تعالى : (لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ)(٥) جملة «نحن عصبة» تقديرها : نوجد عصبة ، في محل نصب على الحال مرتبطة بصاحبها «بالواو» ، وإمّا أن يكون الرّابط هو «الواو»
__________________
(١) من الآيتين ١ ـ ٢ من سورة الحاقة.
(٢) من الآية ٩٣ من سورة الإسراء.
(٣) من الآية ٤٨ من سورة الكهف.
(٤) من الآية ٤١ من سورة الأنبياء.
(٥) من الآية ١٤ من سورة يوسف.