الشّبيه بالزائد لا تعلق له ، والثاني أن المجرور له محل آخر من الإعراب ، بخلاف حرف الجر الأصليّ فإنه يتعلّق بعامله ويجرّ الاسم لفظا ومحلّا.
والشبيه بالزائد يشارك حرف الجر الزائد في ثلاثة أوجه : الأول ، جرّ الاسم ؛ والثاني ، الاسم المجرور له محل آخر من الإعراب ؛ والثالث ، عدم التعلّق بالعامل. ويفترقان في أن حرف الجر الشّبيه بالزّائد يأتي بمعنى مستقل كالحرف الأصلي ، أما الزائد فلا يأتي بجديد في المعنى ، إنّما يؤتى به لتأكيد معنى الجملة كلّه وتقويته.
ملاحظات
١ ـ قد يعرب البعض كلمة «لو لا» حرف جر شبيه بالزائد ، فلا تعلّق لها وما بعدها مجرور لفظا وله محل آخر من الإعراب ، كقول الشاعر :
أتطمع فينا من أراق دماءنا |
|
ولولاك لم يعرض لأحسابنا حسن |
وفيه «لو لا» : حرف امتناع لوجود وحرف جر.
و «الكاف» : في محل جر بـ «لو لا» ولها محل آخر من الإعراب ، وهو أنها مرفوعة على الابتداء بدليل رفع الاسم الظاهر بعد «لو لا» على الابتداء ، في قول الشاعر :
لو لا العقول لكان أدنى ضيغم |
|
أدنى إلى شرف من الانسان |
وفيه : «العقول» : مبتدأ ، وخبره محذوف. ومثل :
والله لو لا الله ما اهتدينا |
|
ولا تصدّقنا ولا صلّينا |
وفيه : «الله» : اسم الجلالة مبتدأ ، خبره محذوف.
وقد تأتي «ياء» الضمير بعد «لو لا» فتجرّ بـ «لو لا» ومحلّها الابتداء ، كقول الشاعر :
وكم موطن لولاي طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قنّة النّيق منهوى |
٢ ـ ومنهم من يعتبر «ها» التنبيه و «همزة» الاستفهام من حروف الجر إذا وقعتا عوضا من حرف الجر في القسم ، فيقولون : «ها الله لأجتهدنّ». أي : والله.
٣ ـ ومنهم من يعتبر كلمة «أيمن» في القسم حرف جر. ومنهم من عدّ «الميم» في القسم «م الله» جزءا من كلمة «أيمن» وليست «م» بدلا من «الواو» في «والله» ولا أصلها «من» من كلمة أيمن.
حروف الجرّ الأصليّة
هي التي تعمل على إتمام معنى عاملها بما تجلبه من معنى فرعيّ جديد ، وتقوم بدور الوسيط الذي يربط بين العامل والاسم المجرور ، وتجعل العامل اللّازم متعدّيا حكما وتقديرا ، فيكون الاسم المجرور بمنزلة المفعول به ، إلّا أنّه مجرور بالحرف ، مثل : «ذهب التلميذ صباحا إلى مدرسته». فالفعل «ذهب» لازم وبالتالي هو عاجز عن ايصال المعنى المباشر إلى كلمة «مدرسته» لذلك أتينا بالوسيط وهو حرف الجر «إلى» ولكننا لا نعرب كلمة «مدرسته» مفعولا به حقيقيا لأنه مجرور بالحرف ، وكقول الشاعر :
ومن دعا الناس إلى ذمّه |
|
ذمّوه بالحقّ وبالباطل |
ويتبع هذه الحروف الأصليّة ، حروف شبيهة بالأصلية ، وهي التي تأتي لتقوية العامل الضّعيف ، ومن الممكن الاستغناء عنها ، فاذا أفادت التّقوية أفادت معنى جديدا وتتعلّق به. وإن كان حذفها لا تتأثر به الجملة كانت زيادتها غير محضة ولا تفيد إلّا التوكيد فقط ، مثل : «وما الله