لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(١) وكقراءة من قرأ (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢).
حركة التّخلّص من التقاء ساكنين
اصطلاحا : هي الحركة التي يؤتى بها لتسهيل النطق عند التقاء ساكنين. كقوله تعالى : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ)(٣) حيث أتى بالضّمة على «الميم» السّاكنة في الأصل للتّلفظ بالسّاكن بعدها ، وكقوله تعالى : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً)(٤) حيث تحرّك آخر الفعل «يطع» بالكسر لتسهيل النّطق بالساكن ، «فالضّمة» في الآية الأولى ، و «الكسرة» في الآية الثانية هما حركتا التخلص من التقاء ساكنين ، والأصل في كلّ ساكنين التقيا أن يحرّك الأول منهما بالكسر وذلك لأمرين :
الأول : أن الكسرة لا تكون علامة إعراب إلا ومعها التنوين ، مثل : «مررت بزيد» أو ما يقوم مقامها كالألف واللام ، مثل : «قرأت في كتاب» ، «وقرأت في الكتاب» أو الإضافة ، مثل : «قرأت في كتاب الأدب». وقد تأتي «الضمة والفتحة» علامتي إعراب بدون تنوين ، فإذا اضطررنا إلى تحريك السّاكن حرّك بحركة لا توهم أنها إعراب وهي الكسرة.
الثاني : أن الجزم من خصائص الأفعال ، والجر من خصائص الأسماء ، فصار الجزم نظير الجرّ من حيث اختصاص كل منهما بصاحبه ، فإذا اضطررنا إلى تحريك السّاكن عمدنا إلى حركة مشابهة له وهي الكسرة.
هذا ، ويعدّ التنوين حرفا ساكنا فإذا تلاه ساكن تحرّكت نون التنوين بالكسر نطقا لا كتابة فتقول في مثل : «جاء زيد العالم» ؛ «جاء زيد العالم» وإذ كتبناها حسب نطقها نكتب : «جاء زيدن العالم».
أمّا إذا كان بعد التنوين حرف مضموم تضم «نون» التنوين إتباعا للضمة ، مثل : «هذا زيد أبعد عن الحاضرين» فتكتب كما تلفظ : «هذا زيدن أبعد عن الحاضرين».
ويغلب على نون «من» أن تفتح مع «أل» التعريف وتكسر مع غيره ، كقوله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ)(٥) ومثل :«استلمت برقيّة من ابنتي في المهجر» والغالب من «نون» «عن» أن تكسر مطلقا ، مثل قوله تعالى : (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ)(٦) ومثل :«دفعت عن ابنتي القسط الأوّل».
وفي الكلمة المنتهية بـ «واو» قبلها فتحة يتخلّص من التقاء ساكنين بالضم إذا كانت «الواو» للجمع ، مثل : «اخشوا المخترع» وبالكسر إذا كانت لغير الجمع مثل : «لو التقى الناس على المحبّة لساد الوفاق».
وقد يراد العكس كما في قراءة قوله تعالى : (نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً)(٧) وقد تفتح «واو» الجمع منعا من التقاء ساكنين ، كقراءة بعضهم لقوله تعالى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) كما حرّكوا فعل الأمر «ردّ» و «لم يردّ» بالحركات الثلاث كما حرّكوا بالضم عند الاتصال
__________________
(١) الآية الثانية من فاتحة الكتاب.
(٢) من الآية ٣٣ من سورة الأحزاب.
(٣) من الآية ٧١ من سورة الأحزاب.
(٤) من الآية الأولى من سورة الجن.
(٥) من الآية ٣٧ من سورة المعارج.
(٦) من الآية ٣ من سورة المزّمّل.
(٧) من الآية ١٦ من سورة البقرة.