المجاوزة ، وكقوله تعالى : (ما كُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِيِ)(١) أي : بجهة الجانب الغربي فأفادت الظّرفيّة ، أي : معنى : في. ومثله قوله تعالى : و (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)(٢) أي : من سحر. ومثل : «ما يسرّني أنّي شهدت بدرا بالعقبة» أي : بدلا من بدر فأفادت معنى البدل ، وكقوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ)(٣) أي : على قنطار وعلى دينار ، فأفادت «الباء» الاستعلاء ومثل قوله تعالى : (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ)(٤) أي : بسبب نقضهم فأفادت السببيّة ، ومثل : «بأبي أنت وأمي» أي : أفديك بأبي ، فأفادت التّفدية وكقوله تعالى : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ)(٥) أي : أحسن إليّ ، فأفادت «الباء» معنى «إلى».
رابعا : في باب الحال. وذلك يكون على تقدير حال محذوفة حلّ محلّها جار ومجرور كقوله تعالى : (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ)(٦) أي :حامدين على هدايته. فالجار والمجرور على ما هداكم متعلّق بمحذوف حال تقديره : حامدين.
ويسمّى أيضا : التضمين البياني. وذلك في باب الحال.
التّضمين البياني
اصطلاحا : هو تقدير حال محذوفة حلّ محلّها الجار والمجرور ، كقوله تعالى : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(٧) في زينته جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال تقديره : مستقرّا.
التّضمين النّحويّ
اصطلاحا : التّضمين.
التّطرّف
لغة : مصدر تطرّف الشيء : اختاره. اشتراه حديثا.
واصطلاحا : وجود الحرف في آخر الكلمة كالهمزة في كلمة «بناء».
وهو نوعان : التطرّف الحقيقي ، التّطرّف الحكميّ.
التّطرّف التّقديريّ
اصطلاحا : التّطرّف الحكميّ.
التّطرّف الحقيقيّ
اصطلاحا : وقوع الحرف في آخر الكلمة ، مثل الهمزة ، في «بناء» و «سماء».
التطرّف الحكميّ
اصطلاحا : هو وقوع الحرف في آخر الكلمة لكن يأتي بعده حرف لغرض طارىء كالتّاء الزّائدة بعد الحرف الأخير لتفيد التّثنية ، مثل : «سماء» «سماءان» ، «بناء» «بناءان». وذلك لأن علامة التثنية في حكم الانفصال.
التّطريف
لغة : طرّف الشيء : اختاره.
واصطلاحا : هو الزّيادة في أوّل الكلمة وآخرها معا. مثل ؛ «تجلبب» «مأسدة».
__________________
(١) من الآية ٤٤ من سورة القصص.
(٢) من الآية ٣٤ من سورة القمر.
(٣) من الآية ٧٥ من سورة آل عمران.
(٤) من الآية ١٣ من سورة المائدة.
(٥) من الآية ١٠٠ من سورة يوسف.
(٦) من الآية ١٨٥ من سورة البقرة.
(٧) من الآية ٧٩ من سورة القصص.