تعالى : (وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً)(١) وكقوله تعالى : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(٢) أي يشربون منها. ومثل : «بدأت في أكل الفاكهة».
بعيدات بين
أي : لاقيته بعد حين وقيل معناها بعيد فراق ، وذلك إذا كان الرجل يمسك عن إتيان صاحبه الزمان ، ثم يأتيه ، ثمّ يمسك عنه ، ثمّ يأتيه.
و «بعيد» ظرف زمان غير متصرّف ، أي : لا يعرب إلّا ظرفا. ويقال : «إنّك لتضحك بعيدات بين».أي بين المرّة ثم المرّة في الحين.
بغتة
مصدر يقع حالا. وقيل هو مفعول مطلق لفعل محذوف والتقدير تبغتهم بغتة. كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً)(٣) وكقوله تعالى : (فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)(٤) بغتة في الآيتين : حال منصوب.
بكرة
هي ظرف منصوب منوّن يدلّ على الزمان ، أو الصّباح الباكر تقول : «جئته بكرة» أي : باكرا.
وهو ظرف متصرّف أي : لا يلازم الظرفيّة فقد يكون نائب فاعل ، مثل : «مشي بكرة» ، «بكرة» :نائب فاعل مرفوع ، وتقول : «البكرة مفيدة منشطة لمن يمارسها» ، «البكرة» : مبتدأ مرفوع. وقد يكون هذا الظّرف ممنوعا من الصّرف إذا أريد به بكرة يوم معيّن فتنطبق عليها أحكام «سحر» و «أمس» ، تقول : «اليوم الخميس سآتيك في بكرة أو بكرة» بدون تنوين لأنه ممنوع من الصّرف.
بل
حرف إضراب يستعمله العرب في كلامهم عند وضع شيء على معنى القصد ثم يذكرون الأولى إن في المدح ، مثل : «هند جميلة بل ملكة جمال» ، أو في الذّمّ ، مثل : «هند غليظة بل رمز الغلاظة».
ويستعملونه عند الغلط ، تقول : «أكلت رمانا بل تفاحا» فتذكر الرّمان وأنت تريد غيره. أو يستعملونه عند النّسيان تقول : «سمعت الأخبار بل الأغاني».
حكم ما بعدها :
١ ـ يكون ما بعدها جملة فتفيد إما الإبطال ، كقوله تعالى : (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)(٥) وإما الانتقال ، كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا)(٦) وكقوله تعالى : (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ)(٧).
٢ ـ وتستعمل «بل» كحرف عطف فيفيد إذا وقع بعد النّفي أو النّهي ، تثبيت النّفي أو النّهي لما قبلها وتثبيت ضدّه لما بعدها ، مثل : «ما أكل سعيد بل سمير» أما إذا وقعت في سياق الإثبات فإنها تنقل حكم ما قبلها إلى ما بعدها ويصير ما قبلها كالمسكوت عنه ، مثل : «ساهر سميرا بل سعيدا» وتسمى حينئذ حرف إضراب ومنهم من يرى أنها حرف ابتداء لا حرف إضراب.
٣ ـ وتأتي قبلها «لا» لتوكيد الإضراب بعد
__________________
(١) من الآية ٣١ من سورة إبراهيم.
(٢) من الآية ٦ من سورة الإنسان.
(٣) من الآية ٣١ من سورة الأنعام.
(٤) من الآية ٩٥ من سورة الأعراف.
(٥) من الآية ٢٦ من سورة الأنبياء.
(٦) من الآيات ١٤ ـ ١٦ من سورة الأعلى.
(٧) من الآيتين ٦٢ و ٦٣ من سورة المؤمنون.