منصوب وهو مضاف «تناول» مضاف إليه. ويجوز جرّه بـ «من» ، فتقول : «شفي المريض من بعد تناول الدواء» وقد يحذف المضاف إليه وينوى وجوده فيبقى الظّرف معربا منصوبا بغير تنوين فتقول : «لمّا تناول الدواء شفي المريض بعد» أي : بعد تناول .. وقد يحذف المضاف إليه ويستغنى عنه كأنه لم يكن ، مثل : «شفي المريض بعدا» ، وقد يحذف المضاف إليه وينوى معناه أي :بإضمار كلمة بمعنى المحذوف دون حروفه فيبنى على الضّمّ كقوله تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)(١) ؛ «بعد» ظرف مبنيّ على الضّم في محل جر بـ «من».
وقد تأتي «بعد» بمعنى : «قبل» كقوله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(٢) وتكون بمعنى : «مع» تقول : «زيد مجتهد وهو بعد هذا كريم» أي : مع اجتهاده هو كريم. وكقوله تعالى : (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ)(٣).
بعدك
اسم فعل بمعنى : «تأخّر» أو حذّرته شيئا خلفه ، والكاف : للخطاب.
بعد اللّتيّا والتّي
اللّتيا : تصغير «التي» بغير قياس وهذه العبارة تعني : بعد اللّحظة الصّغيرة والكبيرة التي من فظاعة شأنها كذا وكذا ... ولم تذكر بعد اللّتيا وبعد التي الجملة الصّلة اختصارا من جهة وتفخيما لهول الأمر. وتكون «بعد» : ظرف زمان وهو مضاف «اللّتيّا» : اسم موصول مبنيّ على السّكون في محل جرّ بالإضافة و «التي» ، «الواو» : حرف عطف «التي» معطوف على «اللّتيا».
بعض
لفظة تدلّ على الجزء قال أحمد بن يحيى أبو العبّاس ثعلب : «أجمع أهل النحو على أن البعض شيء من أشياء أو شيء من شيء» وقد تقع على الشيء كله ما عدا أقلّ جزء منه وتقول : بعّضت الشيء أي : فرّقته أو فرقت أجزاءه وقد تكون بعض بمعنى : «كل» ، كقول الشاعر :
«أو يعتلق بعض النّفوس حمامها»
قال أبو حاتم السجستاني : ولا تقول العرب الكلّ ولا البعض وقد استعمله الناس حتى سيبويه والأخفش في كتبهما لقلة علمهما بهذا النحو فاجتنب ذلك فإنه ليس من كلام العرب. وقال الأزهري أجاز النّحويون الألف واللام في «بعض» و «كل» وإن أباه الأصمعي ويلزم لفظ «البعض» صورة واحدة للمذكر في كلّ الوجوه إلّا أنه يكتسب التأنيث من المضاف إليه إذا كان مؤنثا ، مثل : «جاءت بعض الفتيات» فبعض الفتيات مؤنّث ، ويعرب حسب موقعه من الجملة.
«بعض» فاعل جاءت وهو مضاف «الفتيات» مضاف إليه مجرور بالكسرة. وقد يضاف إلى مصدر من نوع الفعل فتقول : «اكتب بعض الكتابة» «بعض» مفعول مطلق منصوب وهو مضاف الكتابة : مضاف إليه.
البعضيّة
لغة : مصدر صناعيّ من البعض ، أي : الجزء في الشيء ، واصطلاحا : التّبعيض وهو من معاني حروف الجر : «من» و «الباء» و «في» ، كقوله
__________________
(١) من الآية ٤ من سورة الروم.
(٢) من الآية ١٠٥ من سورة الأنبياء.
(٣) من الآية ١٣ من سورة القلم.